تمثل الشيخوخة بداية نهاية مسيرة الحياة، وتعتبر مرحلة هشاشة حقيقية في حياة الإنسان مهما تقلب قبلها في المناصب والمواقع، ولذلك من مسؤولية الحكومات والبرلمانات الاعتناء بأوضاع أرذل العمر.
صادق مجلس الحكومة، يوم أمس الخميس، على مشروع المرسوم رقم 2.25.265 في شأن رواتب الزمانة أو الشيخوخة التي يصرفها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، قدمته وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح.
وأوضح الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في لقاء صحفي عقب انعقاد المجلس أن هذا المشروع يأتي تنفيذا لالتزامات الحكومة تجاه الشركاء الاجتماعيين المعلنة في الاتفاق الموقع بتاريخ 30 أبريل 2022 بين الحكومة والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلا في إطار الحوار الاجتماعي، لاسيما في ما يخص تمكين المؤمن لهم الذين يتوفرون على 1320 يوما على الأقل من التأمين من الاستفادة من راتب الشيخوخة.
وأضاف الوزير أن مشروع هذا المرسوم يهدف إلى تحديد المبلغ الأدنى لرواتب الزمانة أو الشيخوخة التي يصرفها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تطبيقا لأحكام القانون رقم 18.96 المتعلق بالمبلغ الأدنى لرواتب الزمانة أو الشيخوخة التي يصرفها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وفي سياق قريب، اكتشف المغاربة من خلال نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى في البلاد مدى وحجم التغييرات العميقة في بنية المجتمع المغربي، أبرزها تحول غير مسبوق في الهرم السكاني.
فقد أظهرت الإحصائيات انخفاضًا ملحوظًا في نسبة الأطفال دون سن الـ 15 سنة، في مقابل ارتفاع نسبة السكان الذين يتجاوزون الستين عامًا. هذا التحول، بحسب خبراء، يضع المغرب أمام تحديات اقتصادية واجتماعية عميقة تستدعي التفكير الجاد في مستقبل البلاد.
وبينت نتائج الإحصاء لعام 2024 أن معدل الخصوبة في المغرب واصل انخفاضه ليصل إلى أقل من طفلين لكل امرأة، وهو ما يراه خبراء في المجال الاجتماعي بداية أزمة ديموغرافية حقيقية.
الرقم الجديد أقل من العتبة الضرورية لاستبدال الأجيال التي تقدر بـ 2.1 طفل لكل امرأة. هذا الانخفاض، كما يوضح الباحث في شؤون السكان والتنمية، الدكتور مصطفى بنسعيد، يعود إلى عدة عوامل، أبرزها الاستخدام الواسع لوسائل تنظيم الأسرة، وتزايد العزوبة النهائية لدى النساء والرجال على حد سواء. وأضاف بنسعيد أن جائحة “كوفيد-19” قد أسهمت في تأجيل العديد من المشاريع الأسرية والإنجابية، مما أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة.