انطلق صباح اليوم السبت في بوزنيقة المؤتمر الوطني التاسع لحزب العَدالة والتنمية بحضور حوالي 1700 مؤتمر، وسط شعارات تطالب بإسقاط التطبيع.
وردد المؤتمرون قبيل افتتاح المؤتمر شعار « الشعب يريد إسقاط التطبيع ». كما رددوا شعار « الصحراء مغربية وغتبقى مغربية وسبتة ومليلية والجزر الجعفرية ».
كما ردد المؤتمرون شعارات دعم غزة في وجه حرب الإبادة « كلنا فداء لغزة الصامدة… إدانة شعبية للجرائم الصهيونية »، و « لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله ».
وبينما غابت شخصيات بارزة ميزت مسار الحزب مثل الأمين العام الأسبق سعد الدين العثماني، والوزير السابق المصطفى الرميد، وكذا الوزير نجيب بوليف، وغيرهم، حضر آخرون مثل لحسن الداودي ومحمد يتيم، ومع دخول عبد الإله ابن كيران للقاعة في مركب بوزنيقة، ارتفعت الشعارات تحية نضالية للقيادة الوطنية ».
وسجل حضور عدد من الضيوف أبرزهم نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ومحمد أوزين الأمين العام للحركة الشعبية، وامحند لعنصر القيادي في الحركة الشعبية، ومولاي امحمد الخليفة القيادي الاستقلالي.
وعن الأصالة والمعاصرة حضر أحمد خشيشن، عضو المكتب السياسي، فيما غاب نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، وحضر نيابة عنه وفد برلماني يمثله محمد زيدوح وعلالي العمراوي.
فيما حضرت شخصيات وفعاليات مثل خالد السفياني، منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين وخالد الحسن، الأمين العام لمؤتمر نصرة القدس. وينتظر أن يختار المؤتمر انتخاب قيادة جديدة لحزب العَدالة والتنمية يوم غد الأحد.
وقبيل انطلاق المؤتمر التاسع لحزبه، قال عبد الإله بنكيران إن موضوع استمراره ولاية جديدة على رأس الحزب لا علاقة له به، فاتحا الباب واسعا أمام بقائه في قيادة “المصباح”.
وأضاف بنكيران، في اتصال هاتفي مع موقع هسبريس أن “البعض يريد مني أن أعلن موقفا يتمنونه، ويوجد في رؤوسهم من أحزاب وصحافيين وغيرهم”، في إشارة إلى الأصوات التي نادت بإعلان موقفه الرافض للاستمرار في كرسي الأمانة العامة لحزب “المصباح” خلال السنوات المقبلة.
وتابع بنكيران، الذي بدا متضايقاً من المطالب والتحليلات التي تطالبه بالتنحي، “أنا لا أرشح نفسي”، مؤكدا أن القرار بيد “1700 مؤتمر من أعضاء الحزب. اسألوهم عن موقفهم وقرارهم”.
وتابع قائلا: “أعتقد أن هناك مشكلة لدى الناس لأنهم لا يقفون عند منطق السؤال والجواب، بل يريدون شيئا في رؤوسهم أقوله لهم”. وأضاف متسائلا: “يقولون لنا ماذا يريدون نقوله لكم؟”.
وردت الجريدة على الأمين العام لحزب “المصباح” بالقول: “ربما يريدون التخلص منك وإبعادك عن الساحة”، فأطلق ضحكة مجلجلة، قبل أن يجيب “إذا أرادوا أن يتخلصوا مني فليتفضلوا. أنا ليس لي دخل في الموضوع ولهم واسع النظر”.
وختم بنكيران حديثه القصير مع الجريدة بعبارته الشهيرة: “فهمتيني ولا لا.. إذن أجبتكم عن السؤال وانتهى الكلام”، تاركاً الباب مشرعاً أمام مؤتمري حزبه المتشبثين به لتنصيبه أميناً عاماً لولاية جديدة، ربما ستمر طويلة على الراغبين بالتخلص منه، سواء داخل الحزب أو خارجه.
وفي السياق، وجه الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، فوزي برهوم، اليوم السبت، التحية للشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية والرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال برهوم في كلمة بالصوت والصورة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لحزب العَدالة والتنمية ، « يا شعب المغرب الأبي، دعوني باسم غزة ومقاومتها الباسلة، أن أتوجه لكم بالتحية الواجبة، تحية الكبار والقيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني، تحية المقاومة وجماهير غزة وفلسطين، تحية إجلال لكل الجماهير المغربية ».
وأضاف برهوم، « نراقب الجماهير المغربية التي ملأت الشوارع والميادين، تندد بالحرب وتواجه الظلم، وتندد بمشاريع التطبيع الخطيرة التي ما زالت تغزو المنطقة، نراقب الجماهير المغربية يوميا وعلى مدار الساعة، هناك في الشوارع والميادين وفي الطرقات وأمام السفارات، الجماهير التي نصرت غزة ومازالت تصمم على نصرتها، وتتحمل كل ما في ذلك من تعب ».
وقال أيضا، « أقول لكم، باسم فلسطين، وباسم غزة والمقاومة وباسم حماس، إن ما تقومون به من مسيرات حاشدة ومواقف مشرفة ودعم إنساني ومادي لغزة وشعبها وللمقاومة، هو دليل على أنكم أبناء المجاهدين، أبناء عبد الكريم الخطابي وأبطال المقاومة الحقيقية الذين لا يرضون الذل ولا يقبلون بالهوان ».
وتابع المتحدث، « أظهرتم للعالم أجمع، أن المغرب لا يباع ولا يشترى، وأن الشعب المغربي حي في ضميره، وثابت على مواقفه من فلسطين والقدس وغزة والضفة والمقاومة، رأينا أن صوتكم لم يخفت رغم كل الضغوط والتحديات ».
إلى ذلك، قال مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، اليوم السبت، إن « 10 في المائة من سكان فلسطين تمت إبادتهم أو جرحهم أو إلحاق الأذى بهم ».
وأضاف البرغوثي في كلمة مباشرة بالصوت والصورة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية المنعقد في بوزنيقة، « أقول لكل دولة، تخيلوا أن 10 في المائة من سكانكم، واحسبوها، استشهدوا أو جرحوا في غضون 18 شهرا ».
وشدد البرغوثي على أن « فلسطين تعيش مرحلة صعبة للغاية، تقاوم بكل جوارحها، تقاوم الظلم والعدوان والتطهير العرقي، وترتكب فيها جرائم وحشية ».
وقال القيادي الفلسطيني أيضا، « اليوم يعيش قطاع غزة تجويعا لم يسبق له مثيل في عصرنا ولا في كل العصور ».
وأكد أن « 120 ألف جريح، عدد كبير منهم سيستشهد، إن لم يتم توفير العلاج لهم، وأكثر من 61 ألف شهيد، منهم 18 ألف طفل استشهدوا برصاص جيش الاحتلال ».
وقدم البرغوثي التحية للمغاربة، وقال، « نحن الفلسطينيون نحيي الشعب المغربي، بكل مكوناته وقواه، على وقوفهم مع شعبنا الفلسطيني، ونتابع، ورأينا المظاهرات العارمة التي نظموها ضد الإبادة والجرائم ونصرة للقدس والأقصى وفلسطين ».
وقال البرغوثي أيضا، « ندعو بكل صراحة إلى إلغاء كل اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، لأنه يستغلها استغلالا بشعا، لتصفية القضية الفلسطينية وكل مكونات الأمة ».