منذ اندلاع طوفان الأقصى وما تلاه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، نهض المغاربة كما هي عادتهم منذ عقود، لدعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه مهما بعدت المسافة الجغرافية. وسجل المغاربة رقما قياسيا في المظاهرات الشعبية الداعمة للقدس وغزة وفلسطين عموما.
واليوم الجمعة نظم المواطنون المغاربة عشرات الوقفات الاحتجاجية، ، بعدة مدن، استنكارا لحرب الإبادة المتواصلة في غزة، وتنديدا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وشارك المواطنون من مختلف الأعمار، في وقفات جمعة طوفان الأقصى الـ38، التي دعت لها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، رافعين اللافتات الداعمة للمقاومة، والمناهضة للتطبيع، إلى جانب الأعلام الفلسطينية.
وعلى غرار احتجاجات الجمع الماضية، صدحت حناجر المحتجين بشعارات تراوحت بين التنديد بجرائم الكيان الصهيوني والدعم الأمريكي والغربي وإدانة التطبيع، وبين المطالبة بفتح المعابر ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية للغزيين الذين يعيشون ويلات التقتيل والتشريد والتجويع.
الوقفات التي شهدتها مدن كمراكش وورزازات والمضيق والدار البيضاء وواد زم وبركان وسيدي يحيى الغرب والقنيطرة والزمامرة وفاس ومكناس وتطوان وطنجة وأزرو وجرسيف؛ رفعت شعارات من القبيل “الشعب يريد إسقاط التطبيع” و”سفاح مجرم إنه.. بنيامين نتنياهو”، و”فلسطين تقاوم والأنظمة تساوم”، وغيرها من الشعارت التي صارت محفوظة عن ظهر قلب..
واستنكر المشاركون في هذه المظاهرات الإصرار على تنظيم مهرجان موازين بالرباط، تزامنا مع حرب الإبادة التي يتم شنها منذ أكتوبر الماضي على الفلسطينيين بغزة، وعدم الاستجابة لمطالب الإلغاء والتأجيل، لعدم الرقص على دماء وجثث الغزيين.
كما جدد المشاركون في الاحتجاجات التأكيد على ضرورة مقاطعة المنتجات الصهيونية وتلك الداعمة للكيان، لعدم المشاركة في ما يتم ارتكابه من مجازر في حق الفلسطينيين.
وتأتي هذه المظاهرات الشعبية في المغرب تماشيا أيضا مع الهبة العالمية التي فضحت كيان الاحتلال شرقا وغربا وأسقطت السردية التي ظل الكيان يتاجر بها منذ عقود بين ابتزاز وتهديد بتحريك المساطر القانونية تحت يافطة “معاداة السامية”.
وكانت مظاهرات طلاب الجامعات الأمريكية القشة التي قصمت ظهر الدعاية الإسرائيلية والعامل الذي خلخل أسس ومداميك السياسة الصهيونية المتغلغلة في أوساط وعقول شعوب الغرب خصوصا، مع ما يعني ذلك من صناعة الحكومات عبر التحكم في الرأي العام.