المغرب والجفاف قصة صراع مرير..ماذا ينتظرنا في 2030؟

قصة المغرب والجفاف قديمة وتتجدد دوريا. حاليا تأخرت الأمطار ، ومع هذا التأخر بدأت الأنظار تتجه نحو السماء ومعها قلق متزايد لدى الفلاحين ومخاوف لدى المسؤولين من عام جاف ينضاف إلى الأعوام الأخيرة. وعلاقة المغرب بالجفاف ليست وليدة اليوم بل وراءها تاريخ طويل عانت فيه البلاد مجاعات وعسرا شديدا.

فقد عانى المغرب طيلة تاريخه من موجات متكررة من الجفاف، حيث يقدر عدد المجاعات التي ضربت البلاد بأكثر من 20 مجاعة، بعضها كان شديداً وتسبب في خسائر بشرية واقتصادية كبيرة.

ويعود الجفاف في المغرب إلى عوامل طبيعية وبشرية. من العوامل الطبيعية نذكر التغيرات المناخية، حيث أن المغرب يقع في منطقة صحراوية شبه قاحلة، مما يجعله عرضة لدرجات الحرارة المرتفعة وقلة الأمطار. كما أن التغيرات المناخية العالمية، مثل الاحتباس الحراري، تساهم في زيادة شدة الجفاف وتكراره.

أما العوامل البشرية التي تساهم في الجفاف بالمغرب، فنذكر منها باختصار بعض الأمثلة وهي كما يلي:

التوسع العمراني: يؤدي التوسع العمراني إلى تقليص المساحات الزراعية، مما يقلل من قدرة البلاد على إنتاج الغذاء.

التغيرات في أساليب الزراعة: أدت التغييرات في أساليب الزراعة، مثل اعتماد الزراعة المروية، إلى زيادة الطلب على المياه، مما يزيد من الضغط على الموارد المائية.

التعدين: يؤدي التعدين إلى تلوث المياه الجوفية، مما يؤثر على جودة المياه المتاحة للزراعة.

طبيعة الجفاف بالمغرب:

يمكن القول إن علاقة المغرب والجفاف بنيوية، أي أنه يرجع إلى عوامل طبيعية وبشرية لا يمكن التحكم فيها بشكل كامل. ومع ذلك، يمكن التخفيف من آثار الجفاف من خلال اتخاذ تدابير وقائية في هذا الاتجاه.  .

هناك عدد من الحلول التي يمكن اتخاذها للتخفيف من آثار الجفاف بالمغرب، منها:

التنمية المستدامة: يجب التركيز على التنمية المستدامة التي تراعي الموارد الطبيعية، مثل المياه والأراضي.

البحث العلمي والابتكار: يجب دعم البحث العلمي والابتكار من أجل تطوير تقنيات جديدة تساعد في مواجهة الجفاف، مثل تقنيات الري الحديثة وتقنيات الزراعة الملائمة للمناطق الجافة.

التعاون الإقليمي والدولي: يجب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل تبادل الخبرات والتكنولوجيات في مجال مواجهة الجفاف.

تاريخ المجاعات :

مجاعة 1868-1869: تعتبر هذه المجاعة من أشد المجاعات التي ضربت المغرب، حيث تسببت في وفاة ما يقدر بمليون شخص.

مجاعة 1939-1945: ضربت هذه المجاعة المغرب خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تسببت في وفاة ما يقدر بنصف مليون شخص في ما عرف شعبيا بعام البون.

مجاعة 1972-1973: ضربت هذه المجاعة المغرب خلال فترة الجفاف العالمية التي شهدتها السبعينيات، حيث تسببت في وفاة ما يقدر بـ 200 ألف شخص.

تركت هذه المجاعات آثاراً عميقة على المجتمع المغربي، حيث أدت إلى انخفاض عدد السكان وانتشار الفقر والمرض. كما أدت إلى تغييرات في أساليب الزراعة وطرق المعيشة.

 توقعات إلى 2030:

يتوقع أن يشهد المغرب والجفاف جولة أخرى مستقبلا، بسبب التغيرات المناخية الكبيرة بحلول عام 2030، حيث من المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة بمعدل 1.8 إلى 3.6 درجة مئوية، وأن تنخفض كمية الأمطار بنسبة تصل إلى 20٪. ومن المتوقع أن تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة تواتر وشدة الجفاف، وانخفاض الإنتاج الزراعي، وارتفاع مستوى سطح البحر.

درجة الحرارة: من المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة في المغرب بمعدل 1.8 إلى 3.6 درجة مئوية بحلول عام 2030. وهذا يمثل زيادة كبيرة عن متوسط درجة الحرارة الحالية، والتي تبلغ حوالي 18 درجة مئوية.

هطول الأمطار: من المتوقع أن تنخفض كمية الأمطار في المغرب بنسبة تصل إلى 20٪ بحلول عام 2030. وهذا يمثل انخفاضًا كبيرًا عن متوسط هطول الأمطار الحالي، والذي يبلغ حوالي 500 ملم في السنة.

الجفاف: من المتوقع أن يزداد تواتر وشدة الجفاف في المغرب بحلول عام 2030. وهذا يمثل تهديدًا خطيرًا للزراعة، والتي تعد مصدرًا رئيسيًا للغذاء والدخل في المغرب.

الارتفاع في مستوى سطح البحر: من المتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر في المغرب بمعدل 10 إلى 20 سم بحلول عام 2030. وهذا يمثل تهديدًا للمناطق الساحلية، حيث يمكن أن يؤدي إلى الفيضانات وتدمير الممتلكات.

ستؤثر هذه التغيرات بشكل كبير على المجتمع المغربي، حيث ستؤدي إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، وارتفاع أسعار الغذاء، وزيادة الفقر. كما ستؤدي إلى تفاقم المشاكل البيئية، مثل التصحر وتلوث المياه.

تدرك الدولة المغربية أهمية تغير المناخ وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية، وقد اتخذت عددًا من الإجراءات للتخفيف من آثاره. وتشمل هذه الإجراءات على الخصوص الخطوات الآتية:

التركيز على التنمية المستدامة التي تراعي الموارد الطبيعية.

دعم البحث العلمي والابتكار من أجل تطوير تقنيات جديدة تساعد في مواجهة تغير المناخ.

تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مواجهة تغير المناخ.

ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات للتخفيف من آثار تغير المناخ في المغرب.

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد