النظام الأساسي: 250 ألف أستاذ مضرب و600 مليون ساعة ضاعت
وداعا مدرستي الحلوة حي على الخراب التربوي
استهجنت النقابة الوطنية للتعليم التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش واعتبرتها هروبا إلى الأمام عوض التعجيل بالاستجابة للمطالب الملحة للشغيلة، وهدما لما تبقى من الثقة في مؤسسات الدولة، داعية إلى خوض إضراب وطني يومي الأربعاء والخميس.
وقالت النقابة في بلاغ توضيحي، إن تصريحات أخنوش تنم عن حالة الارتباك والشرود التي تعيشها الحكومة، وتؤكد النية المبيتة لضرب العمل النقابي المناضل، تحضيرا للمزيد من المخططات التراجعية.
وأوضحت أنه تم الخلط بين الحق الثابت لفئات عريضة من نساء ورجال التعليم في الترقية للدرجة الممتازة، الذي كان محط تفاوض بين الوزارة والنقابات التعليمية، وبين الزيادة في أجور الأستاذات والأساتذة والذي يعد مطلبا ملحا ومشروعا، بالنظر للوضع الاجتماعي المتأزم جراء الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية اللاشعبية للحكومات المتعاقبة، ونظرا لتوالي موجات الغلاء، والتزاما بما جاء به البرنامج الحكومي بزيادة 2500 درهم صافية للأساتذة.
كما اعتبرت النقابة المشاركة في الحوار القطاعي وفي صياغة النظام الأساسي أن الحكومة تحاول خلط الأوراق، عوض التعجيل بالاستجابة للمطالب بغاية تجاوز حالة الاحتقان والتوتر التي تعرفها الساحة التعليمية.
وحمل البلاغ المسؤولية الكاملة للحكومة في تصاعد موجة الاحتجاجات، وضياع الزمن المدرسي للمتعلمات والمتعلمين، لسوء تقديرها لما يعتمل داخل الساحة التعليمية.
ودعت النقابة عموم الشغيلة التعليمية إلى خوض الإضراب الوطني العام اليومي الأربعاء 15 والخميس 16نونبر الجاري، مع المشاركة المكثفة في الوقفات الاحتجاجية أمام الأكاديميات يوم الخميس، والرفع من وتيرة الاحتجاج
وفي السياق عينه، طالب الحزب الاشتراكي الموحد الحكومة ووزارة التربية الوطنية بسحب النظام الأساسي الذي رفضته الشغيلة التعليمية، والعودة إلى الحوار الجدي والمسؤول المفضي إلى نظام أساسي موحد من حيث المضامين والمقتضيات ومنصف لجميع الفئات.

ودعا الحزب في بلاغ لمكتبه السياسي إلى تسوية جميع الملفات العالقة، وفي مقدمتها مطلب إسقاط مخطط التعاقد في الوظيفة العمومية، مع إقرار زيادة عامة في الأجور، مدينا التجاهل الحكومي لمطالب الأسر المغربية بضمان حق أبنائها في التمدرس.
وأكد “الاشتراكي الموحد” دعمه نضالات الشغيلة التعليمية المشروعة، والانخراط فيها، مع تنديده بأي اقتطاع غير مشروع من أجور المضربات والمضربين.
وشدد الحزب على ضرورة الدفاع عن المدرسة العمومية والنهوض بها، وصيانة كرامة هيئة التدريس، حتى تكون حاضنة لأبناء وبنات الشعب المغربي، وضامنة لحقهم في تعليم عمومي مجاني جيد وموحد، لبناء مواطن ومواطنة المستقبل، والمتمكن علميا والقادر على مواكبة التطورات العلمية، وعلى رفع التحديات المستقبلية.
وموازاه مع الإضراب الممتد، تجددت احتجاجات أولياء التلاميذ عبر وقفات أمام المؤسسات التعليمية، وعبر مسيرات في اتجاه المديريات الإقليمية، فرقها الزمان والمكان، ووحدها مطلب وقف الاحتقان بالقطاع لعودة التلاميذ إلى مكانهم الطبيعي وهو القسم.
وشهدت عدة مدن، اليوم أيضا، كطنجة وتطوان وقلعة السراغنة وغيرها، على غرار المدن المغربية في الأيام السابقة احتجاجات، رفع خلالها التلاميذ وأولياؤهم لافتات كتب عليها “أين هو مبدأ تكافؤ الفرص؟”، “أين هو التعليم ذو الجودة”، “أنقذوا التعليم العمومي”، “المحفظة ها هي والقراية فيناهي”، و”النظام الأساسي هو نظام المآسي”.
واستنكر الآباء والأمهات ضياع الموسم الدراسي لأبنائهم، ومنهم من هو مقبل على الامتحانات الإشهادية وعلى رأسها البكالوريا، لكنهم لحدود اليوم يذهبون للمدارس ولا يجدون الأستاذ ولا يتلقون الدروس، متسائلين “في ماذا سيتم امتحان هؤلاء التلاميذ والموسم الدراسي لم ينطلق فعليا بعد؟”.
وقال المحتجون إن الأسر الفقيرة والهشة هي المستهدفة من هذا الوضع، لكون أبنائها هم الذين يدرسون بالمدارس العمومية بسبب عدم القدرة على تغطية مصاريف المدارس الخصوصية، في حين أن تلاميذ هذه الأخيرة يدرسون بشكل طبيعي، وهو ما اعتبروه استهدافا للمدرسة العمومية وضربا لمبدأ تكافؤ الفرص.
ودقت الفيدرالية ناقوس الخطر، مبينة أن 12 ألف مدرسة معطلة، و250 ألف أستاذ مضرب، و600 مليون ساعة دراسية ضاعت، و7 ملايين تلميذ معنيون بهذا الوضع المتردي، والذي ينبغي التدخل اليوم لوقفه وعودة الاستقرار والحياة لمؤسسات التعليم العمومي أسوة بالمدارس الخصوصية.
