انتخابات قبل أوانها بالمغرب؟ حشومة..واش حنا فرانصا

ليست كل السياسات معدية، ولا هي مسوج لها بأن تكون كذلك، حتى لو كان غبارها يصلنا من قلب أروبا في بريطانيا وفرنسا. ولكن هوس المعارضة بالمزايدات ــ وهذا طبيعي ــ جعل “البيجيدي” يدعو على لسان رئيس فريقه النيابي، بوانو، إلى انتخابات سابقة لأوانها لقياس درجة الثقة في أخنوش وحومته.
وهكذا جدد عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، دعوته لإجراء انتخابات سابقة لأوانها، لقياس ثقة الشعب في حكومة أخنوش.
وقال بووانو، في بداية الاجتماع الأسبوعي للمجموعة، المنعقد يوم الاثنين 08 يوليوز الجاري، إن الدعوة لانتخابات سابقة لأوانها، لا يحكمها أي منطق حزبي، أو محاولة إرباك الحكومة، بقدر ما هي دعوة إلى ممارسة ديمقراطية، تعلي من قيمة المواطنين، ومن أهمية ثقتهم في الأحزاب والحياة السياسية.

وزاد بووانو أن قيمة ثقة الشعب، هي التي جعلت بريطانيا وفرنسا، تعرفان انتخابات برلمانية مبكرة، خلال الأيام الماضية، مبرزا أن حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، رجع إلى الشعب بعدما فقد ثقته في الانتخابات المحلية، وكذا حزب الرئيس ماكرون في فرنسا، رجع إلى الشعب بعدما مني بهزيمة في انتخابات برلمان أوروبا، ولم يجدا أي حرج في العودة للشعب.

وأضاف رئيس مجموعة “البيجيدي”، أنه لاشيء يُخيف في الانتخابات السابقة لأوانها، لطلب ثقة المواطنين من جديد، مؤكدا أن الحكومة الحالية، تسيّر الشأن العام الوطني بدون ثقة المواطنين، وارتكبت أخطاء كبيرة، نتج عنها أزمات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، في جميع القطاعات، حيث “لم يخلُ أي قطاع من الاحتجاجات والاضرابات، ولم تقم بأي إجراءات ناجعة خاصة في مجال دعم القدرة الشرائية التي انهارت بسبب ارتفاع التضخم”، بالإضافة إلى تفاقم مؤشرات الفساد وتضارب المصالح، وتزايد نسبة البطالة، وتراجع المؤشرات الاقتصادية، خلال النصف الأول من ولايتها.

كما أوضح بووانو في الاجتماع ذاته، أن الموقف من العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، كان له تأثير على الانتخابات المبكرة التي عرفتها كل من بريطانيا وفرنسا، وظهر ذلك حسب وصفه، في فوز الأحزاب التي تضامنت مع غزة وفلسطين، وهزيمة الأحزاب التي دعمت إسرائيل، مجددا في السياق نفسه إدانة المجموعة لاستمرار العدوان الهمجي على غزة، ودعوة الشعب المغربي إلى مواصلة التضامن مع فلسطين بكل الوسائل والمبادرات الممكنة.
تعليق:
يعرف بووانو قبل غيره ألا سبيل لانتخابات سابقة لأوانها بالمغرب وفق الأعراف المرعية بحكم الواقع المغربي كبلد ينتمي للعالم الثالث وفق التصنيف الغربي.
يدرك بووانو قبل غيره ألا ثقة شعبية حقيقية في اية حكومة مغربية بما فيها الحكومتان اللتان ترأسهما وتزعمهما حزبه “العدالة والتنمية” خلال العقدين المنصرمين.
يعني بووانو قبل غيره من السياسيين أن كل حكومة سلطها التاريخ على المغاربة سيكون برنامجها بعد أن يستتب لها الأمر وتتنصل من كل الوعود الانتخابية أن برنامجها هو “الرؤية الملكية ” المفترى عليها، إذ لو التزمت الحكومات حرفيا بتنفيذ الخطابات والرسائل الملكية لكان حالنا أفضل من كثير من البلدان الأوروبية.
يعرف بووانو قبل وبعد غيره من النخب أنه من الجيد أن نقلد الغرب في قشور الحداثة من الرطن بلغاته إلى لباسه مرورا ب”انفتاحه الذكوري والأنثوي” باستثناء الاقتداء به في الممارسة الديموقراطية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد