بعد اغتيال نصر الله: حرب عالمية 3 تطل من الشرق الأوسط
بعد أسابيع من اغتيال الاحتلال رئيس “حماس” إسماعيل هنية، تتابعت اغتيالات نتنياهو، ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، قادة الصف الأول في المقاومة اللبنانية، واليوم جاء أجل حسن نصر الله، أمين عام حزب الله.
آخر خبر:
واليوم أكد الحزب مقتل أمينه العام خلال الغارات التي استهدفت، مساء أمس الجمعة، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وجاء في بيان للحزب “التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من 30 عاما”.
وجاء بيان حزب الله بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي نجاح عملية الاغتيال وقوله إن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طنا من المتفجرات، لاغتيال نصر الله.
وقالت أكسيوس -نقلا عن مسؤولين إسرائيليين- أن العميد عباس نيلفروشان قائد فيلق القدس في لبنان قتل أيضا بهجوم الضاحية.
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن “تأثير عملياتنا الأسبوع الماضي أظهر التأثير على ما يمكن لحزب الله أن يفعله، وأمامنا طريق طويل وحزب الله لا يزال بإمكانه مواصلة إطلاق النار علينا”.
الموقف في إيران:
وتعلم طهران أنها الهدف التالي بعد اغتيال هنية على أراضيها وتصفية نصر الله، وذلك أسابيع على تعهدها بالرد على جريمة اغتيال إسماعيل هنية.
وأوردت وكالة رويترز عن مسؤولَين أنه تم نقل المرشد الإيراني علي خامنئي إلى مكان آمن داخل البلاد مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.
وأضاف المسؤولان، وهما من منطقة الشرق الأوسط، أن إيران على اتصال مستمر مع حزب الله وجماعات أخرى متحالفة معها لتحديد الخطوة التالية.
وتأتي هذه التدابير بعدما أعلنت إسرائيل اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الغارات التي استهدفت مساء أمس الجمعة مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
خليفة نصر الله:
وفور إعلان استشهاد حسن نصر الله تم التداول على نطاق لعدة أسماء مرشحة لخلافته، وكان من أبرزها ابن خالته هاشم صفي الدين، فمن يكون الرجل؟
هو رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله في لبنان، والرجل الثاني في الحزب بعد نصر الله، وُلد في عام 1964 بقرية دير قانون النهر، إحدى قرى قضاء صور في محافظة الجنوب.
صفي الدين، هو ابن ابن خالة حسن نصر الله، وصهر قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني السابق، وهو يشبه إلى حد كبير نصر الله من حيث الشكل.
ويعد صفي الدين، أحد مؤسسي حزب الله في لبنان عام 1982 إبان الاحتلال الإسرائيلي، وقد تلقى تعليما في النجف العراقية وقم الإيرانية، مثل حسن نصر الله، ثم شغل منصبه الحالي في عام 1994.
وبحكم موقعه كرئيس للمجلس التنفيذي لحزب الله، فإنه يشرف على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية للحزب، ومن تلك الأنشطة إشرافه على إعادة إعمار الضاحية الجنوبية لبيروت والتي تعرضت لدمار كبير بعد حرب تموز سنة 2006.
ويشير خبراء إلى أن زواج صفي الدين من ابنته قاسم سليماني، ودراسته في إيران، عزز من علاقته بطهران، كما أن موقعه كرئيس للمجلس التنفيذي في حزب الله، جلعه على صلة بكل مكونات الحزب، ومشرفا على عملياته اليومية.
كان الظهور الرسمي الأخير لهاشم صفي الدين في شهر يونيو الماضي ليتحدث عن “ما حصل في النصيرات” بقطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
ماذا بعد الاغتيال؟
وبصيغة أخرى كم سيفرح نتنياهو باغتيالاته المتتالية؟ وهل سيضعف حزب الله، ومن ورائه محور المقاومة أم سيكون دم الشهداء وقودا يسعر نار المواجهة ضد الاحتلال؟
في ـحدث خروج له، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي مساء اليوم السبت إن دماء أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله لن تذهب سدى.
وشدد علي خامنئي في بيان على أن ضربات المقاومة على “الجسد الصهيوني المتآكل” ستزداد شدة وقوة.
وأعلن المرشد الإيراني الأعلى الحداد العام لمدة 5 أيام على مقتل حسن نصر الله.
وفي تفاصيل البيان، أفاد خامنئي بأن “المجاهد الكبير ورافع راية المقاومة في المنطقة والعالم الديني الفاضل والقائد السياسي المدبر حسن نصر الله، نال شرف الشهادة في أحداث لبنان مساء أمس وحلق نحو الملكوت”.
الكلمة للميدان:
ومعلوم أن التصفيات الإسرائيلية طالت الجزء الإداري والسياسي من المقاومة لكن مخازن السلاح والقادة الميدانيين ظلوا بعيدا عن أي تدمير، ويبدو أن ضربة البيجرات لم تصل إليهم لأنهم على الأرجح اعتمدوا وسائل تواصل تقليدية بشرية لا يطالها مكر الشبكات.
وتنتصب أمام قيادة المقاومة المرممة في لبان تحديات كثيرة وليست أبدا بالسهلة، وفي مقدمها التالي:
ــ تنظيف الحزب من جراثيم الاختراق التي عبرها تلقى الحزب ضربات قاصمة في الصميم وبشكل دامي ومتتابع في المكان والزمان.
ــ إعادة رص صفوف الجناح العسكري، عبر فسح المجال لقيادات الجيل الجديد في ظل مواجهات طاحنة مع الاحتلال.
ــ إحداث الردود السياسية والعسكرية ضد العدو بما يتلاءم مع حجم الخسارات الكبيرة التي طالب المقاومة وبيئتها الحاضنة.
يجب على العالم أن ينسى حدوثة “المفاوضات” بعد اليوم لأن نتنياهو حرق كل السفن ومزق الأشرعة وخلق وضعا متطرفا هذه معالمه:
ــ دخول أطراف الصراع مرحلة الحساب المفتوح أي حربا بلا ضوابط ولا خطوط حمر، فكل شيء جائز وكل هدف صار مستباحا.
ــ تداعيات الحرب المفتوحة لن تقتصر على لبنان وغزة بل ستجر كل بلدان المنطقة بمتردديها وممانعيها ومطبعيها إلى أتون حرب ضروس لن يمنعها سوى استسلام المقاومة وإيران وهذا غير وارد إلى حد الآن أو نزول الاحتلال عن الشجرة وهذا مستبعد مادام الإرهابي نتنياهو في سدة حكم دولة الاحتلال.