تضطرنا الحكومة عبر وزرائها، والنخب المزعومة عبر “رموزها” من حيث طريقة التحرير إلى اللجوء أحيانا في هذه “الشوارع” إلى “ضريب شكون” وليس ضريب الحجر، كما سنصنع مضطرين هنا مع الوزير مهدي بنسعيد.
ولمن يجهل ضريب شكون لأنه لم يترعرع في البادية أن الأهالي كانوا يقيمون سواتر حول البيت من الحطب ذي الاشواك، ولكي تشبكه مع بعضه يجب أن يعمل شخصان على تمرير خيط أو قنت بالأحرى عبر الأشواك: واحد من جهة والثاني قبالته خلف الأشواك ويتبادلان تمرير الخيط من خلال مخيط أو ما شاكله.
ننقل ما قاله وزير التواصل حرفيا من خلال تغطية “هسبريس” بالأسود ونرد عليه بما تيسر بالأزرق الفاقع. هيا بنا:
انتقد محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال، الجوانب السلبية التي يطرحها تعدد المؤسسات الصحافية بالمغرب، خاصة على مستوى “جودة المضمون”، معتبرا أن الهدف اليوم، هو “تحقيق معادلة الجودة عوض معادلة العدد، وإن كانت صعبة، خصوصا على مستوى الجهات”.
ــ من البداية السيد منيش على التعدد وكأن الأمر يتعلق بتعدد الزوجات المثير تطبيقه للجدل وحتى السعار في بعض الأوساط…أسيدي العبقرية التدبيرية هي التي تفرض الجودة بطريقة عقلانية ولا يهمها الكم العددي… زيدش؟
وقال بنسعيد في كلمة افتتاحية لـ”الندوة الوطنية حول المشهد الإعلامي الوطني.. 25 سنة من الإنجازات والتحديات”، التي ينظمها المعهد العالي للإعلام والاتصال، اليوم الأربعاء، “حتى في الدول العريقة ديمقراطيا، لا يوجد عدد كبير من المواقع الإعلامية داخل جهة لا يتعدى عدد ساكنتها مليون نسمة”.
علاش غير 25 سنة فقط من التحديات؟ واش المغرب المستقل بدا في 1999 فقط؟ من صاغ شعار هذه الندوة؟ المغرب كله كان وسيبقى مليئا بالتحديات التي قلما تجد ما يكفي من الرجال ألأفذاذ ممن يواجهونها كما ينبغي. نقصد الاستثنائيين وليس أي مسؤول كيفما كان.
واستدرك قائلا: “لا أريد أن يفهم من كلامي أن الوزارة أو الحكومة ضد الديمقراطية وحرية التعبير والتعددية، بل العكس، نريد مشهدا إعلاميا قويا بالمحتوى، وبأساليب العمل وباستدامة اقتصادية مهمة”.
زيد فصل أسي الوزير الفقيه…لم تتضح الصورة ولا الهدف من استدراكك ما قلت بتلك الـ “لا أريد”.
وشدد المسؤول الحكومي على أن “المشهد الإعلامي الوطني، ونحن نستحضر حصيلة 25 سنة، نريده أن يكون قويا، وليس لنا مشكل في انتقاد السياسات العمومية أو الحكومة، بالعكس هذا عمل الصحافة، وجميعا نتذكر كيف كانت الصحافة تلعب دورا مهما وأساسيا على مستوى النقاشات العمومية، وتساهم في خلق ذلك النقاش بين الرأي العام والساحة السياسية”.
أنت تريد والحكومة تريد والرأي العام يريد…حنا المهنيين الغالب الله نريد ولكن ما بالجيب حيلة، ملايير الدعم تذهب للمحظوظين فيما أصحاب المقاولات الصغرى يشاهدون هذا العجب ورغم أنهم أبناء الحرفة فليسوا من تلك القبيلة التي رضي عنها الغزواني…”الغزواني” هو ملاك الحظ وطوبى لمن هيب عليه.
وزاد مؤكدا: “لا يمكن إنكار أن المشاركة السياسية للمواطنات والمواطنين تعتمد أساسا على مستوى النقاش العمومي داخل بلد معين. لذلك، فإن النقاش العمومي والنقاش المضاد أساسيان في تطور أي ديمقراطية أو عمل سياسي، شريطة احترام أخلاقيات المهنة، وعدم السعي نحو ثقافة ‘البوز’”، حسب تعبيره.
البوز لا يمكن محوه ولا قمعه، والبوز ينعش البزبوز…قلنا لكم أطروا المؤثرين مهنيا لم تسمعونا، أضفنا لكم أن التكوين أساسي فلم تأبهوا برأينا، ثم تشتكون من البوز…البوز ثقافة عالمية وسيل عرمرم لا أنت ولا الحكومة لها القدرة على التعامل معه. الحلول ليست في تدوات كهذه بل هي رهن بالجلوس أرضا والإصغاء لأهل المهنة وإعطائهم كل الإمكانات من مالية الدولة التي هي أموال شعب من حقه إعلام معاصر قوي ونقي.
وأشار بنسعيد إلى أن التحديات التي يعرفها قطاع الإعلام بالبلاد، “اشتغلنا على مواجهتها في إطار مرحلة ثانية من تطور المشهد السمعي البصري؛ أولا بإصدار مرسوم جديد للدعم العمومي يساهم في تبني نموذج جديد للمقاولة الإعلامية وإنهاء [الفوضى] الحالية التي يعشيها الإعلام”.
المرسوم..تلك حكاية أخرى سوف تتولد عنها قصص حزينة قريبا. يرجى الاتصال بعلي مبارك، رئيس اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى، فلدى الرجل من الأفكار ما يكفي لحل المعضلات ويزيد.
وزاد مبينا أن الفوضى التي يجمع عليها الكل، “ليس الإعلام الخاص وحده معنيا بهذا التحدي، بل حتى الإعلام العمومي، لذلك نشتغل على دفاتر تحملات جديدة، بمقتضيات يمكن أن تقرب المسافة أو تصالح الرأي العام مع النقاش العمومي، خصوصا السياسي”، مؤكدا استحضار ضرورة وجود “النقاشات المضادة والبرامج الوثائقية حول التراث والثقافة، وما تتوفر عليه بلادنا ضمن برمجة قنوات الإعلام العمومي”.
اسمع جيدا يا بنسعيد المهدي هداك الله: إن كنت تريد حل معضلة الإعلام العمومي، اصغ لأخيك الجلالي احمد مدير “الشوارع”:
ــ قسموا القطب العمومي إلى شطرين: إعلام رسمي حكومي ديروا ففيه لي بغيتو، ثم إعلام عمومي بميزانية مهمة يقوده أهل الحرفة الصناديد المجربون، ساعتها حاسبونا إن لم نصنع للمغرب جزيرته التي تصالح الشعب مع إعلامه وتكون صواريخ دفاع عابرة للقارات من أجل مصالح الأمة المغربية. تقدروا على هاد الشي؟
وشدد بنسعيد على أن الإنجازات التي حققها المغرب طيلة 25 سنة تحت قيادة الملك محمد السادس في مختلف المجالات التي شهدت مشاريع كبرى، “تفرض على الإعلام المغربي، بنوعيه الخاص والعام، مواكبة التطورات التي تعرفها بلادنا”، لافتا إلى أن خصوم المغرب يحاولون “نشر البروباغندا والأكاذيب التي تمس المصالح العليا للوطن، وللإعلام المغربي دور مهم في التصدي لهذه المحاولات الفاشلة، لذلك كان الرهان على وجود إعلام مغربي خارج الحدود”، وفق تعبيره.
بنسعيد، ها واحد العار يلاما قيلوا عليكم الملك، لاش حاشرينو في كل خطاب وكل برنامج. تكلموا على حنة يديكم يللا كانت فيها شي حنة..قولوا اش فعلتوا وشنو ناويين ديروا في المستقبل القريب. أما الملك محمد السادس، شافاه الله وقواه، فإن المغاربة يعرفونه جيدا مذ كان أميرا صغير السن ثم شابا فملكا وليس لدى شعبه أي ذرة شك في إنسانيته وصدق نواياه وعمله للخير والاصطفاف مع الفقير والمحتاج. لماذا تتخفون وراء المؤسسة الملكية دائما؟