قالت مجلة “جون أفريك” إن مشروع“ملعب الحسن الثاني” الكبير بالدار البيضاء، يتوفر على حظوظ كبيرة لاستضافة نهائي كأس العالم في 2030، المنظم بالمشاركة بين المغرب و إسبانيا والبرتغال.
ووفق “جون أفريك” فقد تم اعتماد اسم “ملعب الحسن الثاني” رسميًا خلال اجتماع عُقد بمقر ولاية الدار البيضاء في الثالث من يوليو الماضي، حيث تم الكشف عن النموذج المعماري للملعب، الذي سيُقام على مساحة شاسعة تبلغ 100 هكتار في منطقة بني عامر الغابية، التابعة للمنصورية بإقليم بنسليمان، على بُعد 38 كيلومترًا شمال شرق المدينة.
وأفادت المجلة نفسها أن تكلفة المشروع الضخم لبناء ملعب الحسن الثاني تصل إلى 5 مليارات درهم (463 مليون يورو)، وهو رقم يعكس حجم الطموحات المغربية في تعزيز بنيتها التحتية الرياضية. وقد وقّعت الحكومة المغربية وصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، في 20 أكتوبر 2023، اتفاقية شراكة لتمويل برنامج تطوير ستة ملاعب رئيسية في مدن طنجة، الدار البيضاء، الرباط، أكادير، مراكش، وفاس، بالإضافة إلى بناء ملعب الحسن الثاني.
وذكرت المجلة أنه في 23 أكتوبر 2023، أطلقت الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (Sonarges) والوكالة الوطنية للتجهيزات العمومية (Anep)، التابعة لوزارة التجهيز، مسابقة لتصميم المشروع وإجراء الدراسات التقنية ومتابعة التنفيذ. وفي 27 يونيو، طرحت الوكالة طلب عروض دوليًا يشمل أعمال الردم، تسوية الأراضي، إنشاء طرق مؤقتة، وإزالة النفايات، وقد أُسندت هذه الأعمال إلى شركة “سوسيتيه جنرال دي ترافو دو ماروك” (SGTM) في 12 غشت الماضي.
وأُسندت مهام تصميم وتنفيذ الملعب إلى مكتب التصميم الأمريكي Populous، الذي يتمتع بخبرة تصميم أكثر من 15 منشأة رياضية ضخمة حول العالم، بالتعاون مع المكتب الفرنسي-المغربي Oualalou + Choi (O+C) اختيار هذا الفريق يعكس التزام المغرب بتقديم بنية تحتية رياضية بمعايير دولية استعدادًا لاستضافة أكبر البطولات العالمية.
وأبرزت “جون أفريك” أن مكتب التصميم الأمريكي، المسؤول عن مشروع ملعب الحسن الثاني، يُعد من أبرز المتخصصين في تصميم الملاعب والمنشآت الرياضية الكبرى على مستوى العالم. المكتب سبق أن صمم منشآت بارزة مثل ملعب ويمبلي الشهير، ملعب توتنهام، وملعب الإمارات لنادي أرسنال في لندن، إضافة إلى الملعب الأولمبي في العاصمة البريطانية. وعلى المستوى العالمي، تولّى تصميم ملعب “إف إن بي” في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا (الذي احتضن نهائي كأس العالم 2010) وملعب لوسيل في قطر (الذي استضاف نهائي كأس العالم 2022).
وبحسب المجلة الفرنسية، من المتوقع أن يكون ملعب الحسن الثاني الأكبر عالميًا، بسعة 115,000 مقعد، متفوقًا على ملعب “الأول من مايو” في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية، الذي يتسع لـ 114,000 مقعد. وقد أوضح المكتب الأمريكي أن تصميم الملعب سيكون مستوحى من رموز مغربية عريقة، مثل “الموسم”، والخيمة والجنان، فضلاً عن ارتباطه بالطبيعة والتضاريس المغربية الفريدة. يسعى التصميم إلى أن يعكس “كرم الضيافة المغربية” من خلال إنشاء مساحة مفتوحة على العالم ومتناغمة مع البيئة.
وأفاد التقرير أن الحكومة المغربية تعتزم تخصيص 4 مليارات درهم إضافية (370 مليون يورو) لتطوير البنية التحتية والنقل المحيط بالملعب، مما يضمن سهولة الوصول إلى المجمع. يتضمن هذا الاستثمار تحديث مطار محمد الخامس الدولي بإضافة محطة جديدة بحلول ديسمبر 2029.
وقالت “جون أفريك” إن المغرب من خلال مشروع ملعب الحسن الثاني لا يخفي طموحه الكبير لاستضافة نهائي كأس العالم 2030 على أرضه.
وتمثل هذه الخطوة أحد أهم الأهداف في ملف الترشيح المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال. فالنهائي، إلى جانب المباراة الافتتاحية، يُعدان الأكثر تنافسًا بين الدول الثلاث، لما لهما من أهمية استراتيجية على مستوى الرؤية العالمية، والمشاهدات القياسية، والتغطية الإعلامية، والعوائد الاقتصادية.
غير أنه وفقًا لإعلان الفيفا في 4 أكتوبر 2023، ستكون مباراة افتتاح كأس العالم 2030 “احتفالية استثنائية” في مونتيفيديو، عاصمة الأوروغواي، حيث استُضيفت أول نسخة من البطولة عام 1930.
ومن جانب آخر، أفادت صحيفة “ماركا” الإسبانية، في عددها بتاريخ 3 يوليوز، أن مدريد قد حُددت فعليًا لاستضافة النهائي. ومع ذلك، لم تصدر أي تأكيدات رسمية من الهيئة المشتركة المنظمة للبطولة، التي يترأسها البرتغالي أنطونيو لارانجو. ويبقى السؤال معلقًا: هل سنشهد توافقًا بين الدول الثلاث يسمح للمغرب بتحقيق حلمه باستضافة أهم مباراة في عالم كرة القدم؟