خريطة لدرب التبانة في تشيلي..الأكثر دقة على الإطلاق
تمكن العلماء في المرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي من صنع خريطة تفصيلية جديدة لمجرة درب التبانة.
وجاء في بيان صادر عن الخدمة الصحفية للمرصد:”أنشأ علماء الفلك التابعون للمرصد الخريطة الأكثر تفصيلا لمجرّة درب التبانة، واستخدموا في إنشائها البيانات التي جمعها تلسكوب Vista على مدار 13 عاما”.
وأضاف البيان:”الخريطة العملاقة تحتوي على أكثر من 1.5 مليار جسم، وهي الأكثر تفصيلا على الإطلاق، وتحوي على 200 ألف صورة، و500 تيرابايت من البيانات التي جمعها التلسكوب على مدى 42 ليلة ما بين عامي 2010 و2023″.
ونوه البيان إلى أن كاميرا الأشعة ما تحت الحمراء الموجودة في تلسكوب Vista تمكنه من رصد الأجسام السماوية من خلال الغبار الفضائي الذي يحجب رؤية التلسكوبات البصرية التقليدية، ولذلك فإن الخارطة الجديدة هي أول خارطة لدرب التبانة تظهر فيها نجوم حديثة الولادة، كما تظهر في هذه الخارطة ملايين النجوم القديمة في هذه المجرة.
وحول الموضوع قال دانتي مينيتي، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة أندريس بيلو في تشيلي:”خلال إنشاء الخريطة توصلنا للعديد من الاكتشافات التي غيرت مفهومنا حول مجرتنا للأبد، الخريطة الجديدة تحوي عناصر أكثر بعشر مرات مقارنة بالخرائط السابقة التي وضعت لمجرّة درب التبانة”.
مصطلح “ذا ميلكي واي” كان شائع الاستخدام في علم الفلك الغربي منذ 2500 عام، ولا توجد طريقة لمعرفة من صاغها وكيف نشأت. إنها أحد تلك المصطلحات القديمة جدا لدرجة أن أصلها أصبح منسيا الآن بشكل عام
وتعرف مجرتنا “درب التبانة” بأسماء مختلفة حول العالم، إذ يطلق عليها في الصين اسم “النهر الفضي” وتُسمى بـ”العمود الفقري لليل” في صحراء كالاهاري في جنوب أفريقيا بينما أطلق عليها العرب اسم “درب التبانة” ويطلق عليها في اللغات الأخرى اسم “ذا ميلكي واي” (The Milky Way)، ولكن كيف حصلت مجرة درب التبانة على اسمها أول مرة ومن قام بذلك، وما السر وراء اختيار تلك الأسماء؟
وفقا للمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي (AMNH)، يُطلق على المجرة اسم “ميلكي واي” وهي ترجمة للتعبير الإغريقي (Galaxias Kiklos) الذي يعني الدائرة اللبنية.
ويذكر موقع “سبيس” (Space)، أن هذا الاسم جاء بسبب مظهر المجرة الأبيض اللبني الظاهر الذي يمتد عبر سماء الليل.
أما بالنسبة للتسمية العربية “درب التبانة”، فقد جاءت نتيجة تشبيه المجرة بطريق أبيض من التبن مثل الذي تسقطه المواشي خلفها أثناء حمله على ظهرها، وبالتالي يظهر أثره على الأرض كأذرع ملتوية تشبه أذرع المجرة.
في ذلك الوقت لم يكن أحد يعرف أن ما يشاهدوه في سماء الليل المظلمة هو خصلة من ملايين النجوم المنفصلة التي تشكل جزءا ضئيلا من المجرة التي يوجد بها نظامنا الشمسي.
يقدر عمر مجرة درب التبانة بـ13.2 مليار سنة، وهي واحدة من مليارات المجرات الموجودة في الكون المعروف. وقد تكون المجرات الأخرى أكبر وأقدم إلا أن مجرة درب التبانة فتنت البشر منذ فترة طويلة، وقد تم التعرف عليها من قبل علماء الفلك منذ آلاف السنين ووضعتها الحضارات القديمة في أساطيرها.
ووفقا لموقع “لايف ساينس” (Live Science)، يبلغ قطر مجرتنا 100 ألف سنة ضوئية، ويُعتقد أنها تحتوي على 100 مليار نجم على الأقل وربما 400 مليار أو أكثر. وهي مجرة حلزونية تحتوي على 4 أذرع رئيسية. وتقع شمسنا ونظامنا الشمسي على هيكل صغير يعرف باسم ذراع الجبار، على بُعد حوالي 26 ألف سنة ضوئية من مركز درب التبانة.