دميتري مدفيديف عن دونالد ترامب : ناعم كالحرير
علق دميرتي مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي على كلمات المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب بشأن “ضرب موسكو” بأنه ربما يكون قد “انجرف في حديثه” لكنه عادة “سلس كالحرير” في المفاوضات.
وأضاف دميتري مدفيديف أنه ربما يكون ترامب قد انجرف في حديثه Got carried away، هل تحدث حقا عن “ضرب موسكو اللعينة”؟ بالطبع لا، فهو عادة ما يكون سلسلا كالحرير في المفاوضات، ولا يوجد سوى إجابة واحدة لمثل هذه الكلمات: “سوف تتعرض واشنطن اللعينة هي الأخرى للضرب”. إلا أنه، وبشكل عام، علاقتنا به دافئة للغاية.
وكان دونالد ترامب قد قال، خلال اجتماع مع محرري صحيفة “وول ستريت جورنال” إنه “هدد بوتين بضرب وسط موسكو “بتلك القباب التي يعيش فيها”، في حالة وقوع هجوم على أوكرانيا.
ودائما حول ترامب المثير للسجال والإعجاب والسخرية، أكد أمريكي يبلغ من العمر الآن 67 عاما، أنه سافر في تجربة إلى المستقبل وحمل إلى البشر دليلا عبارة عن صورة لمدينة لاس فيغاس الأمريكية بعد 150 عاما، وخبرا عن دونالد ترامب.
والرجل الأمريكي الذي حمل معه من المستقبل صورة لمدينة لاس فيغاس وخبرا عن ترامب، يُدعى جاك رودسون، وقد روى أنه شارك في نوع من التجارب التي جرت على نطاق ضيق، وتمثلت في السفر عبر الزمن، وأنه عاش لمدة ثلاثة أشهر في القرن الثاني والعشرين وتعرف على الأوضاع هناك.
وفي آخر خرجاته،حذر دميتري مدفيديف من عدم إيجاد “التوازن السياسي” في النظام العالمي وهو ما يهدد البشرية بما أسماها “حربا شاملة حتى الإبادة الكاملة”.
فلنتذكر هذا الاقتباس من فيودر تيوتشيف (1864)، والذي يعبر عن فكرة “استحالة التحالف بين روسيا والغرب، لا على أساس المصالح ولا على أساس المبادئ، فيما لا يوجد في الغرب أي مصلحة أو تطلعات إلا وتسعى للإضرار بروسيا، لا سيما بمستقبلها. لهذا فإن السياسة الوحيدة لروسيا تجاه الدول الغربية ليست التحالف مع واحدة أو أخرى من تلك القوى، بل تقسيمها والتفرقة بينها. فهم يتوقفون عن عدائهم لنا فقط عندما ينفصلون عن بعضهم البعض، بسبب العجز بطبيعة الحال، وليس بسبب الاقتناع أبدا”.
مع الأسف لم يتبدل شيء خلال الـ 160 عاما الماضية. وبقيت الأهداف كما هي: إضعاف الغرب إلى أقصى حد، بما في ذلك أوروبا. وتساعدنا في ذلك الولايات المتحدة نفسها. أو على الأقل، إنشاء توازن حقيقي يواجه الولايات المتحدة، كما الحال في فترة وجود الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو. وهنا تبرز إمكانيات توازن جديد: “منظمة شنغهاي للتعاون”، “بريكس”، وغيرها من الاتحادات الإقليمية، وتطوير العلاقات الشاملة مع دول الجنوب العالمي.
ففي نهاية المطاف، فإن البديل لمثل هذا التوازن في القوى هو حرب شاملة حتى الإبادة الكاملة للبشرية.
والعالم الذي يفتقر إلى التوازن في الظروف الراهنة لن يستمر حتى 10 سنوات. وإذا لم يدرك الغرب هذه الحقيقة البسيطة، فسيكون هذا نهاية الجميع، ولن يعني موت البعض في هذه الحالة انتصارا للبعض الآخر.