بينما فر بشار الأسد إلى موسكو، هاجم المفكر ألكسندر دوغين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واتهمه بالخيانة الاستراتيجية. وقال دوغين: “سوريا كانت فخًا لأردوغان. لقد ارتكب خطأ استراتيجيًا. لقد خان روسيا، وخان إيران من قبل. إنه هالك”.
ونشر دوغين الذي يلقب ب”عقل بوتين” على حسابه في منصة تويتر : “الآن بدأت نهاية تركيا الكمالية. لقد دعمناك حتى الآن. لكن من الآن فصاعدًا، ستندم”. ويشير دوغين في حديثه إلى النظام السياسي التركي المعاصر الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، وهو ما يعتبره المفكر الروسي مُهددًا مع تصاعد التوترات الإقليمية.
وفي حوار له مع إذاعة “سبوتنيك” الروسية، تأسف دوغين أسفه على التطورات الأخيرة في سوريا، واصفًا إياها بأنها “ضربة” لروسيا وللوضع في الشرق الأوسط. وقال: “لقد أجلنا هذه النهاية المأساوية لفترة طويلة. هذا هجوم علينا وعلى الوضع في المنطقة. خلال أيام قليلة، انهار النظام السوري الذي بذلنا جهودًا ضخمة من أجل دعمه، وكنا نسعى لوقف المجازر وعودة القوى المتطرفة إلى السلطة”.
وأضاف دوغين أنه من المحزن أن تذهب جهود روسيا عبثا، قائلا: “من المحزن أن جهودنا تحولت إلى لا شيء في بضع أيام. يجب علينا أن نحتسب الألم كجزء من واقعنا لنظل قادرين على التعاطف”. وحذر من أن سوريا ستشهد الآن مجزرة ضد الأقليات وحربًا أهلية، مما يعني أن الجميع سيعانون.
ويرى دوغين أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يمثل تهديدًا لتسارع التعددية القطبية. في حين يعتقد ترامب بأن الهيمنة الأمريكية يجب أن تستند إلى المصالح الوطنية والقيم التقليدية، يسعى التيار الليبرالي العالمي، الذي يدعمه معظم السياسيين الأمريكيين في العقود الأخيرة، إلى فرض نظام عالمي قائم على القيم الليبرالية غير التقليدية.
وأكد الفيلسوف أن التعددية القطبية آخذة في الصعود، في حين أن الأحادية القطبية في تراجع، ولكنه يحذر من أن المعاناة الناجمة عن هذا التحول قد تكون قاتلة. حيث أشار إلى “الهجمات اليائسة الأخيرة” التي شنها أنصار العولمة ضد روسيا، مثل الهجمات التي استهدفت أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا ورومانيا وسوريا، قائلاً: “تظهر هذه الهجمات أنه لا يمكن تجاهل الأحادية القطبية، لقد أصيب تنين العولمة بجراح قاتلة، ولكنه لا يزال على قيد الحياة.”
كما وصف دوغين تصريحات ترامب بشأن اتفاق السلام بشأن أوكرانيا بأنها “خبر وحشي”، معربًا عن غضبه الشديد تجاه هذه التصريحات. وفي حديثه لقناة “كريمليفسكايا تاباكيركا” على تطبيق التلغرام، قال دوغين: “ترامب يلمح في الواقع إلى أننا ضعفاء، ويتحدث عن مئات الآلاف من الخسائر. نعم، هناك خسائر، ونعم هي مئات الآلاف. لكن كل هذه الخسائر هي علامة على أننا لن ندخر الدماء من أجل مصالح روسيا”.
وأضاف دوغين أن على روسيا أن تبعث برسالة قوية للعالم، من خلال تعزيز قوتها العسكرية في سوريا. وقال: “نحن بحاجة إلى إرسال قوات إلى سوريا مرة أخرى، على الأقل 100 ألف شخص. من أجل غسل العار. يجب أن تكون سوريا كلها لنا”.
وأشار إلى أن الجميع يدرك أن هذا سيكون مصحوباً بتعبئة كاملة من القوى العسكرية الروسية، قائلاً: “سيتم تعزيز المصالح الروسية في جميع أنحاء العالم من خلال مليوني رجل محارب”.
تعليق:
في كل زمن هناك سايكس بيكو لا يرى في بلاد العرب غير قصعة تقسم بين كبار المفترسين، ودوغين، مخ روسيا، لم يفعل سوى التعبير عن هذه الحقيقة التاريخية المخجلة والمخزية.
