لونا الشبل..الإعلامية اللغز ومستشارة “الأسد” تترجل عن دنيا الناس

شارك عدد محدود من الأشخاص في تشييع جثمان لونا الشبل، المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي السوري، بعد ظهر أمس السبت، حيث دفنت في مقبرة الدحداح بدمشق، وليس في مسقط رأسها بمحافظة السويداء، جنوبي البلاد.

ولوحظ أن أياً من مسؤولي النظام السوري لم يشارك في تشييع لونا الشبل في مقبرة الدحداح بدمشق، وليس في مسقط رأسها في قرية عرى بريف السويداء الغربي.
كما أن التلفزيون الرسمي لم ينقل مراسم التشييع، رغم أن الشبل، كانت كما يُعتقد، هي المسؤولة عن رسم السياسات الإعلامية لوسائل الإعلام التابعة للنظام، ولها دور رئيسي في تعيين وزير الإعلام، وبقية المسؤولين الكبار في الوزارة.

وأظهرت ورقة النعي التي تداولتها صفحات مقربة من النظام السوري، أنه تم تحديد مدة العزاء بساعتين ليوم واحد، هو اليوم الأحد في صالة دار السعادة الكائنة في المزة بدمشق.
وأعلن النظام السوري،أول أمس الجمعة، وفاة لونا الشبل، المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري، بعد ثلاثة أيام قضتها في مستشفى الشامي بدمشق، إثر حادث سيارة تعرضت له على الطريق بين دمشق وبلدة يعفور في ريف العاصمة، وسط روايات تزعم بأنه حادث مُدبّر.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن سيارة مصفّحة صدمت سيارة لونا الشبل من الخلف، ما دفع سيارتها باتجاه حافة الطريق، وأدى ذلك إلى تعرّض الشبل لنزيف دماغي حاد.
ووفق التقارير ذاتها، فإن الحادث جاء بعد أسبوع على توقيف كل من شقيقها العميد ملهم وزوجها رئيس اتحاد طلبة سورية السابق، وعضو القيادة المركزية لحزب البعث الحاكم عمار ساعاتي، على خلفية الكشف عن شبكة تجسس تعمل لمصلحة إسرائيل، ضد المصالح الإيرانية في سورية.

ووفق تلفزيون “سوريا” المعارض، فقد رفضت عائلة لونا الشبل استقبالها في مسقط رأسها في السويداء لدفنها، بسبب خلافات سابقة مع إخوتها (من زوجة أبيها)، وبناء على ذلك رفضت العائلة دفنها في القرية أو إقامة مجلس عزاء لها، لا سيما أن والدها العميد المتقاعد عادل أسعد الشبل كان قد تبرأ منها قبل وفاته.
وأوضح المصدر أن جذور الخلافات تعود إلى عشرات السنين، حين انفصل والد ووالدة الشبل، حيث قررت والدتها السفر إلى مصر مع لونا وشقيقها ملهم، وبعد أن عادت إلى سورية، استمرت في مقاطعة أشقائها في السويداء، لتتعمق الخلافات بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 بسبب مشاركة شقيقها أسعد بالمظاهرات المناهضة للنظام، وتوجيه لونا تهديدات له.

وولدت لونا عام 1975، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وعملت في التليفزيون السوري وقدمت برامج خاصة بهضبة الجولان المحتل مما أكسبها شهر واسعة، مثل برنامج «من عتمة الاحتلال» و«اللهم فاشهد».

وانضمت لقناة الجزيرة عام 2003 وقدمت برنامج «للنساء فقط»، إضافة إلى تقديم نشرات الأخبار وبرامج حوارية، وخلال عملها غطت حرب إسرائيل على لبنان في تموز (يوليو) 2006 وحوادث اغتيال مثل بيار أمين الجميل وجورج حاوي وجبران تويني كما غطت على الهواء مباشرة حدث إعدام صدام حسين وقبلها معظم جلسات محاكمته.

كما قدمت برامج ومقابلات كلقائها مع وزير الخارجية الإيراني والذي أثار ضجة إعلامية في حينها لحساسية التصريحات التي استطاعت أن تنتزعها من الوزير الإيراني.

لكن اتى عام 2010 ليشكل نقطة تحول في مسار الإعلامية السورية، حين استقالت الشبل من قناة الجزيرة مع أربع مذيعات أخريات هن اللبنانيات جمانة نمور ولينا زهر الدين وجلنار موسى والتونسية نوفر عفلي، وبررت الشبل الاستقالة لاحقا بما سمته «خيانة الأمانة الصحفية وضغوطا على شيء لم يحدث».
وبعد الاستقالة بعام اندلعت الثورة السورية عام 2011، لتأخذ الشبل صف النظام، مما يشكل مرحلة جديدة في مسيرتها انتهت بتقلدها منصب المستشارة الإعلامية للرئيس السوري.

وفي ديسمبر عام 2012، تردد أسم الشبل كناطقة باسم الخارجية السورية، كما ظهرت كعضو الوفد الممثل للنظام السوري المشارك في مؤتمر جنيف 2 في يناير 2014 حيث أثارت الجدل بابتسامتها أثناء إلقاء وزير الخارجية وليد المعلم كلمته رغم جدية الموقف.
وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد قرارا بتسميتها مستشارة خاصة في رئاسة الجمهورية عام 2020، وورد اسمها ضمن الأسماء التي فرضت عليها الولايات المتحدة الأميركية عقوبات، وكانت تحظى بنفوذ واسع مما اكسبها لقب «السيدة الثانية»، بعد السيدة الاولي زوجة بشار الأسد.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد