سدود المغرب..نسبة الملء تُقارب 35 في المائة (رسمي)

سدود المغرب سلاح حقيقي ضد عدو قاتل اسمه العطش والجفاف، ومهما تعالت الانتقادات المشروعة للسياسات الحكومية في التعاطي مع تدبير المياه فإن السدود تبقى مكسبا وطنيا في الرخاء والشدة.
وفي شأن الأمن المائي للمملكة، كشف مدير وكالة الحوض المائي لسبو، خالد الغماري، أن نسبة ملء سدود المغرب التابعة للحوض قد بلغت إلى غاية 4 فبراير الجاري حوالي 35 في المائة، مسجلة ارتفاعا مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية التي عرفت 33 في المائة.
الغماري، ولدى استعراضه الحالة المائية خلال انعقاد مجلس الحوض المائي لسبو، أبرز الجهود المبذولة والتدابير المزمع اتخاذها لمواجهة التحديات المتنامية المتعلقة بالماء.
ويرى الغماري، وبحسب التوقعات الديموغرافية، أن يصل هذا الرقم إلى 9,2 مليون في أفق سنة 2050، مما يزيد الضغط بشكل أكبر على المواد المائية التي تتسم بالهشاشة.
وأوضح الغماري أن حجم التساقطات السنوية المتوسطة حوالي 560 ملم، بالنظر لكون الحوض يتميز بمناخ متوسطي مع تأثير التيارات القادمة من المحيط، لافتا إلى انخفاض معدل التساقطات المطرية ب 300 ملم سنة 2021 (ناقص 50 في المائة)، و415 ملم سنة 2022 (ناقص 31 في المائة)، و431 ملم سنة 2023 (ناقص 29 في المائة).
وإلى جانب كونه يضم ساكنة يصل تعدادها إلى 7,6 مليون نسمة، أي حوالي 20 في المائة من ساكنة المغرب، يعتبر الحوض المائي لسبو مجالا ترابيا استراتيجيا بالنسبة للمغرب، حيث يمتد على 40 ألف كيلومتر مربع، أي 6 في المائة من التراب الوطني،
وفي سياق متصل، يشهد المغرب حاليا بناء عدد من السدود الكبرى بوتيرة متسارعة، كما هو الشأن بالنسبة لسد “بني عزيمان” الواقع بإقليم الدريوش.
ومن المرتقب أن يشرع في استغلال هذا المشروع المائي الضخم في أقرب الآجال بعدما بلغت نسبة الأشغال فيه 65%، وتم تقليص مدة الإنجاز بحوالي 12 شهرا.
ويتميز سد “بني عزيمان” بقوته وصلابته وقدرته على مواجهة التحديات المناخية، بفضل علوه الذي يصل إلى 70 مترا، وكذا الخرسانة والأتربة المدكوكة، التي تم تشييده بها.
وتصل سعة حقينة سد “بني عزيمان” الذي من المتوقع أن تكتمل الأشغال به مع نهاية سنة 2025، إلى 44 مليون متر مكعب، وهو ما يجعله مصدراً هاماً لدعم الموارد المائية في المنطقة.
ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق مجموعة من الفوائد الحيوية، أبرزها: تأمين التزويد بالماء الصالح للشرب لسكان المنطقة، دعم النشاط الفلاحي من خلال توفير مياه الري للأراضي الزراعية المجاورة، بالإضافة إلى تعزيز الحماية من الفيضانات، مما يقلل من المخاطر التي قد تهدد الساكنة والبنية التحتية.
وفي هذا الصدد، أكد عبد العزيز الزاكي، رئيس إعداد سد بني عزيمان بإقليم الدريوش، أن الفرق المشرفة على المشروع تمكنت من تسريع وتيرة العمل لضمان انتهاء الأشغال في الوقت المحدد، وذلك بالرغم من الظروف الصعبة التي واجهت عمليات البناء.
ويندرج هذا التسريع في إطار الرؤية الملكية المتبصرة لتعزيز البنية التحتية المائية وضمان تدبير أكثر كفاءة للموارد المائية، خصوصا في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة.
وإلى جانب تعزيز التنمية الفلاحية وضمان استدامة الموارد المائية في المنطقة، من المنتظر أن يسهم هذا المشروع في تحسين الظروف المعيشية للسكان.
تعليق:
لتدارك النقص في الأمن المائي يجب الاشتغال على واجهات متعددة وأهمها:
ــ مواصلة تشييد سدود المغرب بنفس السرعة والهمة التي يعرفها بناء ملاعب كاس العالم
ــ ترشيد استهلاك المياه التي نتوفر عليها سواء في البيوت أو في الضيعات الفلاحية مع تجريم الزراعات التي تذهب بمائنا وتتركنا عرضة لخطر العطش
ــ وضع قوانين واستراتيجيات للمستقبل البعيد حول الأمن المائي والغذائي للمملكة المغربية بدل سياسات المطافيء عند كل شدة جفاف.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد