سلحفاة عمرها حوالي “قرن” تصل إلى شاطئ الإسكندرية

في تحد خارق لكل الصعوبات الممكنة، خاضت سلحفاة معمرة يتجاوز عمرها قرنا من الزمان رحلة بحرية شاقة قطعتها من شواطئ اليونان حتى وصلت شواطئ الإسكندرية.
وقطعت السلحفاة رحلة بحرية قبل أن تصل شاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية على حدود مصر الشمالية واجهت خلالها تيارات البحر الأبيض المتوسط القوية وعبرت ممرات بحرية تزدحم بالسفن العملاقة.

وكشفت المعلومات الأولية أن وزن السلحفاة بلغ نحو 40 كيلوغراما وطولها قرابة المتر، وعليها علامة معدنية على زعانفها الأمامية تحمل الكود 13159 والتي كشفت عن هويتها وأصلها اليوناني العريق.

وأعلنت وزارة البيئة المصرية العثور على سلحفاة بحرية كبيرة الحجم تم العثور عليها حية على شاطئ النخيل في منطقة العجمي في محافظة بالإسكندرية.

وكشف فريق عمل وزارة البيئة أن السلحفاة بحالة صحية جيدة ومثبت عليها رقم كودي معدني يؤكد رصدها بمحمية في دولة اليونان وإطلاقها إلى البيئة مرة أخرى من هناك.

وقام فريق عمل جهاز شؤون البيئة بنقل السلحفاة الى مركز إنقاذ السلاحف بمحمية أشتوم الجميل، لفحصها ورعايتها واتخاذ الإجراءات اللازمة طبقا للاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية هذا النوع من السلاحف المهدد بالانقراض.
 
وتعيش السلاحف العملاقة في الجزر، ويمكن تحديد عمرها عبر دراسة الحلقات الخاصة بالنمو الموجودة على درعها الصلب، وهي الطريقة التي نعرف بها أنها الأطول عمراً على الإطلاق في عالم الفقاريات. وقد تبين لتشارلز داروين أنها أسرع كثيراً مما كان يتصور.
السلاحف العملاقة تمثل اكتشافا حديثا في نظرية التطور، وكان من المعتاد ظهورها في كل مكان وليس في الجزر فقط كما هو شائع. ومن المستحيل تحديد عمرها بدقة ما لم نعرف متى خرجت إلى الوجود. إنها حقاً بطيئة للغاية، ولعل داروين كان يلاحقها.

وتوجد أكبر السلاحف في العالم في جزر سيشل في المحيط الهندي، وفي جزر غالاباغوس في المحيط الهاديء، وهذه الحقيقة بعينها هي التى أدت إلى الاعتقاد الخاطيء الموجود غالباً في الكتب المدرسية، والذي يفيد بأن حجمها الكبير هو نتيجة لحياة الجزر، ومن شبه المؤكد أن الأمر ليس كذلك.
وهناك دليل على ذلك يظهر من خلال الفحص السريع لسجل الحفريات الخاصة بها، فسلحفاة جزر غالاباغوس يبلغ طول درعها العظمي حوالى 100 سنتيمتر، وإذا كان هذا هو مقياس لوصفها بـ “العملاقة”، فيتضح أن السلاحف العملاقة لم تكن تقتصر على الجزر الصغيرة فقط.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد