شمهروش: وفاة أربعة مغاربة اختناقا..ما القصة؟

لقي أربعة مغاربة حتفهم  مساء أمس الجمعة، وذلك اختناقا داخل غرفة كانوا يكترونها بمنطقة « شمهروش » نواحي إمليل بإقليم الحوز، ولم يكشف رسميا عن السبب الذي أدى إلى هذه الفاجعة.

وعثر على الضحايا الأربعة داخل الغرفة التي كانوا يكترونها ليلة الجمعة، وبجانبهم « مجمر » يرجح أن يكون سببا مباشرا في اختناقهم بعدما تمت الاستعانة به للتدفئة داخل الغرفة، بسبب ما تشهده المنطقة من انخفاض كبير في درجات الحرارة.

الواقعة استنفرت عناصر الدرك الملكي التي حلت بعين المكان لمعاينة الواقعة، وفتح تحقيق في الموضوع بأمر من النيابة العامة المختصة، بينما جرى نقل الضحايا إلى مستودع الأموات لاستكمال باقي الإجراءات القانونية المعمول بها.

وتبرز شخصية “شمهروش” في الحكايات الشعبية المغربية كحاكم وقاضي الجن على الأرض، وأبرز ملوكهم السبعة وأكثرهم خبرةً وحكمةً. ينظر إليه كالأب الروحي للجن الأرضيين.
ويقال إن عرشه، المتمثل في قبر صغير مغطى بثوب أخضر، يقع داخل صخرة ضخمة وتحيط به جدران مزينة بآيات قرآنية وأدعية دينية، مما يضفي على المكان قدسية وروحانية عميقة.

ويشير الموروث الشعبي إلى وجود سبعة ملوك جن أرضيين، كل واحد منهم يحكم يوماً معيناً من أيام الأسبوع، ويتميز بصفات وقدرات فريدة.، منهم الملك عبد الله المذهب الذي يظهر يوم الأحد، و”لالة ميرا” التي تفسر أغوار النفس البشرية يوم الإثنين، وأبا محرز الأحمر بخدعه العسكرية يوم الثلاثاء، ويتبعهم الملك برقان والملك الأبيض وسيدي ميمون، كل في يومه المخصص. أما الخميس، فيُخصص لـ”شمهروش”، مع تقديسه للألوان الأبيض والأخضر، التي تُعد أيضاً ألوان العدالة والسلام.
ويحدد الخميس كيوم للمحاكمات الأسبوعية، ويعتبر لحظة حاسمة يحج فيها العديد من الأشخاص إلى القرية، قاصدين تقديم الهدايا والقرابين لـ”شمهروش”؛ أملاً في حل قضاياهم أو تحقيق بعض الرغبات.

ويُعتقد أن ظهور علامات معينة، مثل حديث الجن المسكن للشخص أو تغير الأحوال الجوية، ينذر ببدء المحاكمة، في طقوس تجمع بين الإيمان العميق والتقاليد الشعبية.
وهناك أيضا مجال لطقوس تهدف إلى التداوي من الأمراض الروحية كالمس والسحر، تستمر لثلاثة أيام، تبدأ بذبح القرابين وتوزيعها من قبل سلالة “إد بلعيد”، وتتبعها “الحضرة” وهي جلسات روحانية تعبيرية تنقل “الممسوس” إلى عالم الجن من خلال الرقص والإيقاعات الطقوسية. في حال فشل هذه الطقوس في تحقيق الشفاء، يُلجأ إلى المحاكمة الروحانية كحل نهائي.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد