“صوت المغرب”..مشروع إعلامي ينطلق من تحت  أنقاض دمار مهني

يستعد الزملاء يونس مسكين وحنان بكور، بمعية مهنيين آخرين، لإطلاق مغامرة إعلامية تبدو من تباشير حملتها الترويجية أنها ستكون مميزة وواعدة شكلا ومضمونا. وقد اختار الزملاء لتجربتهم اسم “صوت المغرب” الذي يروي قصص الناس بلمسة مهنية.

وتبدو المؤسسة التي تطلق هذه المنصة مهيكلة تحريريا ومنظمة من حيث المسؤوليات وتقاسم الأدوار بين إدارة النشر وإدارة الاخبار ومواعيد النشرات، والفلسفة التي تؤطر إنتاج المضمون.

ولا شك أن إطلاق مشروع إعلامي بالمغرب في هذه الظرفية التي يغيب فيها أي نموذج اقتصادي واضح للمقاولة الإعلامية يعد بحق مغامرة استثمارية. لكن المسكون بحال وجذبة الصحافة لا يلقي بالا للمخاطر التي تحذق به وبماله.

وفي الوقت الذي مال فيه الغث على السمين في الساحة الإعلامية الوطنية سيبدو وكأن المؤمنين بالمهنية يصيحون في واد غير ذي زرع مردودية، لكن ــ وبالمنطق الاقتصادي نفسه ــ فإن المغامرة في هذا الزمن الرديء تحديدا هي بالضبط ما يجب فعله هنا والآن.

لماذا؟

ببساطة لان الاعلام سلعة، ومن استطاع انتاج سلعة ذات جودة في سوق رديئة ذوقا واستهلاكا، وصبر على ترويج هذه البضاعة، سيكسب نسبة من الباحثين عن الجودة وسيزدادون عددا مع مرور الوقت المؤدى عنه كدا وعرقا.

وليس سرا أن مطلقي هذا المشروع أبناء حقيقيون لمهنة الصحافة وقد تدرجوا فيها عبر عدد من المؤسسات وصارعوا المشاكل والمطبات إلى ان استقرت سفينتهم في ميناء “صوت المغرب”.

يغلب على الهوية البصرية للمنصة اللونان الأسود والاخضر. يبقى الاختيار دوما خاضعا للذوق وللرسالة التي يريد المصمم وصاحب المشروع ايصالها للمتلقي.

قراءتنا الأولية لهذا الاختيار البصري لن تكون نقدية ولا فنية بل أمنية من مهنيين إلى زملائهم: عسى أن ينبت عبركم حقل مهني أخضر يانع…من قلب كل هذا السواد المخيم على بلاط صاحبة الجلالة.

“الشوارع”…شعارها “بمعنى الكلمة”. وكلمتنا هذه دعم من القلب لهؤلاء الشباب ولمشروعهم  “صوت المغرب” الذي نتمنى له كل السداد والتألق. فميلاد مشروع اعلامي في ظرف كهذا يجب ان نتلقاه كرسالة تحفيز وأمل في غد أفضل لصحافة وطنية مرت من الانتشار إلى الانكفاء على الذات ثم الانحسار..وبعد سنوات هاهي تصارع من أجل البقاء..أي بقاء مهما كان، لشديد الأسف.

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد