طلبـة الطب ضد حكومة تفضل “نصف طبيب” على طبيب حقيقي
إنها الورطة، بل قل إنها الوحلة تلك التي عجزت الحكومة عن حلها منذ شهور في صراعها العبثي مع طلبـة الطب والصيدلة. لسان حال المغاربة يقول من سيداوينا غدا؟ ولسان حال الحكومة يقول، إن ترجم ترجمة صحيحة ـ : لهلا يداوي شي مغربي كاع.
ومساء يوم أمس غص شارع طارق ابن زياد بالدار البيضاء بعشرات من الطلبة الأطباء ممن دخلوا في اعتصام ليلي، احتجاجا على استمرار رفض الحكومة الاستجابة لمطالبهم، وعلى رأسها جودة التكوين في مجال تخصصهم.
وفيما كان يجب على الوزير الميراوي أن ينزل لحوار الطلب وتحسيسهم بأنهم أبناء الوطن وبمثابة أبنائه شخصيا، كان الجواب هو استنفار القوات العمومية من عناصر أمن وقوات المساعدة الذين وضعوا حاجزا أمنيا لتفادي عرقلة السير بالشارع الرئيسي.
ورفع المحتجون من طلبـة الطب مسنودين بأسرهم شعارات مناوئة للحكومة ، وفي مقدمتها وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد اللطيف الميراوي، مطالبين برحيله بعد عجزه عن حل الأزمة التي دامت ما يقارب سنة..
ولم يكن خافيا تذمر آباء و أمهات الطلبة الغاضبين من الوضعية التي يعيشها أبناؤهم، حيث طالبوا السلطات المختصة بالتحرك لوضع حد لهذه الأزمة، مؤكدين تشبثهم بالمطالب نفسها التي يرفعها أبناؤهم وبناتهم، والتي تتلخص في تحسين جودة التكوين من خلال الإبقاء على السنة السابعة التي تريد الحكومة شطبها.
وكجواب العاجز عن ابداع حل حقيقي، كل ما قدر الله وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن تصنعه في هذا الظرف العصيب أن خرجت ببلاغ يؤكد أن كليات الطب والصيدلة ستتخذ الإجراءات اللازمة لاستعادة السير العادي بها، من أجل تمكين الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الفصل الأول في دورة 5 شتنبر 2024 من استكمال امتحاناتهم خلال دورة استثنائية خاصة، وكذا تمكين الطلبة المنقطعين من اجتياز كل الامتحانات المستحقة برسم السنة الجامعية 2023 – 2024 في دورة استثنائية واحدة لكل فصل، وذلك قبل متم شهر نونبر 2024.
تعليق:
حين تتوقف كليات طلبـة الطب وتنتشر الأمراض ويمرض الطب فاعلم أنه الانحطاط الإداري والتسييري والقطاعي والحكومي. فلو كان هؤلاء الطلبة انتهازيين لفرحوا بانتقاص سنة من التكوين لصالح عمرهم المهني، ولكنهم يريدون أن يكونوا أطباء أكفاء في بلاد حكومتها تزعم أنها من كفاءات..وهي الحكومة نفسها التي تبذل كل شيء من أجل أطباء ناقصي تكوين…ولا قوة ولا حول إلا بالله العلي العظيم.