بعدما تم إبعاده قبل سنوات عن مقعده في البرلمان البريطاني بسبب مواقفه المعارضة للسياسات الخارجية الرسمية لـ 10 داونينغ ستريت، عاد جورج غالاوي محمولا على الأكتاف في فوز انتخابي كاسح بأحد معاقل حزب المحافظين.
وقد حاز جورج غالاوي 40 بالمائة من الأصوات المعر عنها في الانتخابات الفرعية بمدينة روتشديل، ملحقا بذلك هزيمة ساحقة في صفوف الحزبين البريطانيين التقليديين: العمال والمحافظين.
وقد خيمت على الصراع الانتخابي في هذه البقعة من بريطانيا الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهل غزة تحت طاحونة القتل الصهيونية بدعم غربي في مقدمته الولايات المتحدة وتابعتها بريطانيا.
وغير خاف انحياز غالاوي التاريخي لقضايا العرب والمسلمين منذ ما يربو عن أربعة عقود من حضوره السياسي غربيا ودوليا، هو الحامل للواء القضية الفلسطينية ومعها جنسية فلسطينية منحه إياها رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية.
وأصابت العودة القوية وغير المتوقعة لغالاوي رسميي بريطانيا وإعلامهم بحالة من الدهشة الممزوجة بالسعار. بحيث لم يهضم داعمو كيان الاحتلال بعد فوزا ساحقا وديموقراطيا لصوت مخالف طالما حاصروه وشيطنوه.
وعلى الفور انبرى رئيس وزراء بريطانيا ، ريشي سوناك ذو الأصول الهندية، للتعبير عما في النفس “الحكومية” إزاء هذا الحدث الرجة، فقال خلال كلمة رسمية من مكتبه، إن فوز المخضرم جورج غالاوي في الانتخابات البرلمانية أمر مقلق وأكثر من مرعب، محذرا من تقويض الديمقراطية في المملكة المتحدة.
وعزف سوناك على اللحن المعهود والمستهلك غربيا والمختصر سياسيا وإعلاميا في خطر التشدد، وحذر ممن سماهم “المتشددين الإسلاميين واليمين المتطرف” كخطر مفترض على الديمقراطية العريقة في بريطانيا.
ودعا سوناك في كلمته ــ في تحريض واضح ــ إلى اتباع نهج أكثر صرامة في التعامل الأمني مع الاحتجاجات الداعمة لقطاع غزة، في ضوء تنامي خطاب “الكراهية” في البلاد.
ولم يبد غالاوي أي تحفظ في الرد على كلام رئيس وزراء بلاده وقال لقناة محلية إنه ليس فقط لا يحترم سوناك بل يحتقره، كما يفعل الملايين من الناس في بريطانيا.
وأضاف غالاوي لقد أعلنت فائزا بأغلبية ساحقة في انتخابات حرة ونزيهة، وما عليكم سوى أن تستوعبوا هذه الحقيقة وتهضموها.
يذكر أن أول ما قاله غالاوي بعد فوزه كان: هذا من أجل غزة.