قانون فرنسي في الأفق يستهدف المنتجات الفلاحية للمغرب

بينما يتم الترويج بكل قوة لعودة الشراكة بين الرباط وباريس على أسس واضحة وعادلة، تم إدراج مُقترح قانون فرنسي جديد ضمن جدول أعمال الجلسة العامة للجمعية الوطنية الفرنسية في 6 فبراير 2025 يهدد صادرات المغرب الفلاحية.

وقد اثار مشروع القانون هذا قلق مستوردي ومصدري الفواكه والخضروات المغاربة، سيما غرفة النقابة الفرنسية لمستوردي الفواكه والخضروات الطازجة. وهناك خشية من أن يساهم هذا المقترح في وصم المنتجات ذات المنشأ المغربي.

ويُخشى من مقترح القانون الفرنسي أن يؤدي إلى انخفاض حادّ في صادرات المنتجات الزراعية المغربية إلى فرنسا، وما قد يترتب عليه من تراجع في العائدات، خاصة وأن المقترح يُركز على فرض “بنود مرآة” على المنتجات الزراعية المستوردة من دول خارج الاتحاد الأوروبي، لضمان امتثالها للمعايير الفرنسية.

وكان المقترح قد قدم في 3 دجنبر 2024 وأُحيل إلى لجنة الشؤون الاقتصادية فيما بعد، حيث حظي بموافقة بالإجماع بعد إدخال 8 تعديلات من أصل 43 نُوقشت.

وأثناء المناقشات، أثيرت مسألة “الطماطم المغاربية”، ممّا عزز المخاوف بشأن استهداف المنتجات المغربية تحديدًا.

ويقود هذا المقترح النائب عن حزب الجمهوريين، أنطوان فيرموريل ماركيز، بهدف حماية المزارعين الفرنسيين مما يعتبرونه منافسة غير عادلة، لكنه أثار قلق الفاعلين في القطاع، سواء في فرنسا أو في المغرب.

وفي حال تم اعتماد هذا القانون هناك تخوف كم أن يؤدي إلى زيادة الضغط على المنتجات المغربية، خصوصًا في ظل حملات سابقة مثل وضع علامات تمييزية في محلات السوبرماركت الفرنسية والقيود المفروضة عند المعابر الحدودية.

ويعتبر المغرب حاليا أكبر مصدر للخضروات الطازجة خارج أوروبا، حيث يُوجّه 58% من صادراته الزراعية إلى الأسواق الأوروبية.

ومع ذلك، فإن هذا المقترح القانوني يهدد بفرض مزيد من القيود على هذه الصادرات رغم خضوعها لاتفاقيات زراعية وتنظيمات صحية صارمة.

ويستهدف القانون الجديد المنتجات الزراعية التي لا تلتزم بالمعايير الأوروبية، ويقترح تشديد الرقابة على المستوردين بدلاً من المزارعين.

ويندرج المقترح ضمن المادة 44 من قانون “إيكاليم” (EGALIM)، التي تمنع بيع المنتجات غير المطابقة للمعايير الأوروبية داخل فرنسا. لكن هذه المادة لم تكن تشمل الاستيراد نفسه، وهو ما يعالجه المادة الأولى من المقترح، حيث ينص صراحة على حظر استيراد المنتجات المخالفة، لضمان معاملة متساوية بين المنتجات المحلية والمستوردة.

كما تُقرّ المادة الصانية عقوبات تصل إلى150 ألف يورو غرامة، وقد تتعرض الشركات المستوردة لغرامات تصل إلى 10% من حجم مبيعاتها.

ومن المنتظر أن يُناقش المقترح رسميًا في 6 فبراير 2025، ما قد يكون له تداعيات كبيرة على الصادرات الزراعية المغربية إلى فرنسا، خاصة إذا أُقِرَّ القانون بصيغته الحالية.

تعليق:
فرنسا لا يمكن فيها لحليمة أن تنسى عاداتها القديمة، على المغرب أن يعمل بوصية الشاعر الشعبي: شد حزامك كولشي عدو.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد