قناص القسام يبحث عن ابن نتنياهو.. و “جوبا” العراق صائد الأمريكان

كما تحول الدمار والقتال في العراق إلى مادة أفلام تستهلكها هوليود سوف يأتي في المستقبل من يجعل من بطولات المقاومة الفلسطينية في غزة أفلاما تدهش سكان الكرة الأرضية بعد عقود: أمس كان جوبا العراق واليوم قناص القسام الباحث عن نسل نتنتياهو.
بثت كتائب القسام، مشاهد لأحد قناصيها، قبل تنفيذه عملية قنص لأحد جنود الاحتلال، مشيرا إلى أنه يبحث عن يائير نتنياهو ابن رئيس حكومة الاحتلال، لقنصه.
وقال قناص القسام، وهو يجهز نفسه لتنفيذ العملية، “أبحث عن يائير ابن نتنياهو منذ مدة، لأفجر جمجمته بهذه الطلقة، لكن البحث دون جدوى”.
وأضاف قبل اقتناص أحد الجنود “بالتاكيد لم يرسل نتنياهو ولده إلى الجحيم، وأرسل هؤلاء الحمقى لحتفهم، لذا فهم يستحقونها”.
وتظهر اللقطات اللاحقة، مقتل أحد جنود الاحتلال، برصاصة القناص التي أصابته بصورة مباشرة، تلا ذلك، إطلاق قنابل دخانية من الاحتلال، على مكان سقوط الجندي، من أجل إخلائه، وقدوم دبابة إلى المنطقة.
يشار إلى أن هذه العملية الثانية للقنص خلال يومين في حي تل الهوا، وقتل يوم أمس، ضابط في وحدة ماجلان الخاصة، في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.
وبذلك يرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر إلى 681 بينهم 325 بالمعارك البرية في قطاع غزة، بدءا من 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقا لمعطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي قصة الغزو الأمريكي للعراق ولد بطل قومي في بلاد الرافدين تحت لقب “جوبا”، إذ كان من بين أشكال المقاومة العراقية المسلحة للاحتلال الأمريكي البارزة، القناص “جوبا” الذي تحول إلى “أسطورة” بعد أن ظهر في مقاطع فيديو لقنص جنود أمريكيين بين عامي 2005 – 2008.

ووصفت بعض الصحف “جوبا” بأنه مقاتل ضد الاحتلال الأمريكي وأنه أفضل قناص في العصر الحديث، وتحدثت عنه صحف أخرى على أنه “أسطورة” أرقت الأمريكيين، فيما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في أغسطس عام 2005 أن الأمريكيين يخشون أن يصبح “جوبا” بطلا وطنيا حقيقيا في نظر العراقيين، يردي محتلي بلاده ويتحاشى استهداف مواطنيه، فيما يبقى دائما صعب المنال ولا بصاب بأذى.
التقارير التي تحدثت عنه في وسائل الإعلام الدولية أشارت إلى أن أول ذكر لقناص بغداد “جوبا” يعود إلى عام 2003 مع دخول قوات الغزو الأمريكي إلى بغداد، ثم انتشرت معلومات عن طهور قناص محترف في صفوف المقاومة العراقية يقتنص الجنود الأمريكيين في الجزء الجنوبي من العاصمة.
عقب ذلك انتشرت أربعة مقاطع فيديو لعمليات عسكرية لأحد فصائل المقاومة العراقية بين عامي 2005 – 2008، وثقت عمليات استهداف العشرات وربما المئات من الجنود الأمريكيين.
في حصيلة تلك الحرب التي شنها قناص بغداد يعتقد أنه قضى في المجموع على حوالي 150 جنديا أمريكا، و6 ضباط رفيعين، و4 قناصة، فيما أصاب بجراح 54 جنديا من قوات الاحتلال، في حين تزعم بعض المصادر أن القناص “جوبا” قضى خلال هجماته على أكثر من 500 عسكري أمريكي.
ويوصف القناص الذي أطلق عليه الأمريكيون اسم “جوبا” وهو اسم يطلق على رقصة من أصول إفريقية تدور حول الموت بأنه كان يطلق النار مستهدفا رؤوس الجنود الأمريكيين فقط، وأنه لا يطلق النار على العراقيين الذين يرافقونهم.
كما تذكر بعض التقارير أن قناص بغداد كان يستعمل في هجماته على الجنود الأمريكيين بندقية القنص الروسية “دراغنوف” مزودة بكاميرا رقمية مثبتة في منظارها، في حين رجحت أخرى أنه كان يستعمل بندقية القنص “تبوك” التي كانت تنتج في العراق اعتمادا عل مخططات لبندقية يوغسلافية، وهي بندقية دقيقة على مسافة من 500 إلى 600 ياردة، وتتميز بأنها تعتمد في ذخيرتها على عيار الرصاصات المستخدمة في بندقية الكلاشينكوف المتوفرة بكثرة في العراق.
ومن الصفات الأخرى التي يتميز بها هذا القناص الأسطوري، أنه يطلق بدقة شديدة على الهدف رصاصة واحدة فقط، ويترك بسرعة من مكان إلى آخر.
من المفارقات، بحسب صحيفة الإندبندنت في نوفمبر 2006، أن قناص بغداد ظهر في أحد مقاطع الفيديو وهو يقول: “لدي تسع رصاصات في هذه البندقية، ولدي هدية لجورج بوش. سأقتل تسعة أشخاص”.

الصحيفة ذاتها أشارت إلى أن محاولات جرت في عام 2005 لتعقب واعتقال قناص بغداد إلا أنها كانت من دون جدوى، فيما تواصل استهداف الجنود الأمريكيين في عام 2006، في حين سرى اعتقاد بين المراقبين بأن القناص “جوبا” اعتقل أو قتل، لكنه ظهر في عام 2008 في مقطع فيديو يتضمن هجمات على قوات الاحتلال الأمريكي.

مدرب قنص يدعى الرائد جون ستيبر، قال بعد مشاهدته لقطات من مقاطع فيديو القناص جوبا: “إنه يعرف بالتأكيد ما يفعله بالبندقية، ولديه تحكم وانضباط لإطلاق النار، وقد غادر المكان على الفور لتجنب القبض عليه. هذا ليس متعصبا بل مطلق نار دقيق”.

بعض الضباط نتيجة لعجز القوات الأمريكية عن القضاء على تهديد “جوبا” شككوا في وجود قناص بغداد في الأصل، وادعى أحدهم وهو النقيب بريندان هوبز، متجاهلا مقاطع الفيديو المتوفرة، بأن القناص “جوبا” أسطورة اختلقها الجيش الأمريكي.

وفي هذا السياق أيضا، افترض البعض نتيجة للغموض “الأسطوري” الذي يلف هذه القصة، أن العديد من القناصة العراقيين من أصحاب الخبرة كانوا يعملون تحت الاسم المستعار “جوبا”.
تعليق:
لكل مقاومة وشعب مظلوم ألف جوبا وجوبا: اليوم نشاهد لقطات لقناصة القسام وغدا يبعث من أرض فلسطين جوبات آخرون يولدون من رحم المعاناة والإيمان بأن النصر والتحرير قادمان لا محالة.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد