كلمة المرور في يومها العالمي: أي مستقبل للهوية الرقمية؟

أصبحت الهويات الرقمية أساساً للعمل والحياة والأمن، وتظل كلمة المرور أداة الحماية الأولى، لكنها أيضاً نقطة الضعف الأكبر.فما الذي تعنيه للناس وماذا يخفي المستقبل التقني للبشرية؟

في اليوم العالمي لكلمات المرور، الذي يُصادف أول خميس من شهر مايو  من كل عام، نتذكر أن حماية الحسابات لم تُحل بعدُ، خصوصاً في عصر الأجهزة الذكية والاتصال الفائق والهجمات السيبرانية المستمرة.

ومع توسّع استخدام أجهزة xIoT (الإنترنت الممتد للأشياء) داخل المؤسسات، تزداد التحديات المرتبطة بكلمات المرور تعقيداً. يقول أسامة الزعبي، نائب رئيس شركة «فوسفوريس» للأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي شركة متخصصة في حماية أجهزة xIoT بشكل استباقي، إن تلك الأجهزة تطرح مخاطر كبيرة تتعلق بكلمات المرور بسبب تنوعها الكبير وغياب المعايير الأمنية الموحدة، حيث لا تزال أجهزة كثيرة تُشحن بكلمات مرور افتراضية من المصنع.

على عكس أنظمة تكنولوجيا المعلومات التقليدية، غالباً ما تأتي أجهزة xIoT مثل الحساسات الصناعية والطابعات والأجهزة الطبية والكاميرات الذكية مزوّدة بكلمات مرور جاهزة لا يتم تغييرها بعد التثبيت.

وفي الوقت الذي تحاول فيه المؤسسات تعزيز أمنها، لا يتوقف المهاجمون عن تطوير أدواتهم، بل باتوا يعتمدون على الأتمتة لاختراق كلمات المرور.

لا تقتصر المشكلة في أجهزة xIoT على ضعف كلمات المرور فقط، بل تكمن أيضاً في تصميمها غير الآمن. يشرح الزعبي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه في قطاعات مثل التصنيع والرعاية الصحية، أنظمة xIoT كثيرة تعمل بإصدارات قديمة ولا يمكن تحديثها دون توقف العمليات، وأن أجهزة لا تملك القدرة التقنية لتشغيل برامج حماية حديثة.

وحتى اليوم، لا تزال المؤسسات ترتكب أخطاء بسيطة لكنها كارثية، أبرزها الإبقاء على كلمات المرور الافتراضية، وقد تمت معاينة بيئات كاملة لا تزال تستخدم كلمة المرور نفسها على جميع الأجهزة، دون

ويعد أحد أكبر التحديات هو تحقيق الحماية دون تعقيد تجربة المستخدم. ويرى الزعبي أن الحل يكمن في الأتمتة الذكية.فمن خلال تدوير كلمات المرور تلقائياً، وتعطيل الخدمات غير المستخدمة وفرض كلمات مرور قوية، يمكن تقليل المخاطر دون إثقال كاهل الفرق التقنية أو المستخدمين. ويشدّد على أن الأمن لا يجب أن يكون مزعجاً، بل يجب أن يكون استباقياً.

ورغم أهمية الأنظمة والسياسات، فإن الإنسان يبقى الحلقة الأكثر حساسية، ويعد أن الخطأ البشري هو الثغرة الأكبر في الأمن السيبراني، وهنا تبرز أهمية التوعية والتدريب المستمر.

ويرى أحد الخبراء أن كلمات المرور لن تختفي قريباً، لكنها بالتأكيد تحتاج إلى إعادة تصميم ذكية… بدءاً من الآن.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد