لماذا تتلكأ الحكومات المغربية في إعلان مناطق متضررة “منكوبة”؟

لم يحصل في تاريخ الحكومات المغربية، أو ربما نادرا ما حدث، أن أعلنت منطقة متضررة من حريق أو فيضان أو زلزال منطقة “منكوبة”، فقبل أزيد من عقد غرقت منطقة الغرب عن بكرة أبيها ولم تعلن منكوبة واليوم دمر الفيضان طاطا ولم يعلنوها منكوبة، تماما كما حصل قبل عام مع الحوز حين ضربة زلزال مدمر.

واليوم بعد أن صار في المعارض بعد قيادته حكومتين متتاليتين، قال حزب العدالة والتنمية، إن فاجعة فيضانات شتنبر، بالإقليم غير مسبوقة حيث خلفت خسائر مادية وبشرية جسيمة وأضرارا اقتصادية واجتماعية ونفسية بليغة، مطالبة الجهات المسؤولة إلى إعلان طاطا إقليما منكوبا.

وطالبت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية، في بيان لها، الحكومة إلى تفعيل صندوق مكافحة الكوارث الطبيعية والقيام بكافة الإجراء ات والتدابير الاستعجالية الفعالة من أجل إصلاح البنية التحتية المتهالكة وإعادة بناء المنازل المتضررة وإعادة إحياء الواحات، وتوفير جميع خدمات القرب وكل مستلزمات الاستقرار الآمن والعيش الكريم، وفق مقاربة تنموية تشاركية ومستدامة بما يحقق العدالة المجالية والاجتماعية ويرسخ مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع مناطق المغرب.

 

ودعت جميع الفاعلين السياسيين والجمعويين والاقتصاديين والاجتماعيين إقليميا والمجالس المنتخبة محليا وإقليميا وجهويا، إلى تظافر الجهود وتغليب المصلحة العامة وتعبئة مختلف الموارد الممكنة وبرمجة مختلف المشاريع الضرورية وذات الأولوية لتحقيق التنمية الشاملة.

كما دعا الحزب، جميع المواطنات والمواطنين إلى اليقظة و الحذر طيلة فترات التقلبات الجوية وسوء الأحوال الجوية والمتابعة المستمرة للنشرات الجوية الإنذارية والالتزام الصارم بتحذيرات مديرية الأرصاد الجوية.

يذكر أنه تنفيذا لتعليمات ملكية ، أطلقت الحكومة برنامجا لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات في الجنوب الشرقي للمملكة، نتيجة التساقطات المطرية الغزيرة والاستثنائية، التي خلفت أضرارا بشرية ومادية، في أقاليم الرشيدية، ميدلت، ورزازات، تنغير، زاكورة، فجيج، جرادة، تارودانت، طاطا، تزنيت، كلميم، وأسا الزاك.

وتبلغ الميزانية التوقعية الإجمالية المرصودة لتنزيل هذا البرنامج حوالي 2.5 مليار درهم.

وحسب ما أفاد به بلاغ صادر عن الحكومة، فإنه “تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، قامت الحكومة بتعبئة كافة الوسائل البشرية واللوجستية من أجل تقديم استجابة فعالة وسريعة للساكنة المتضررة، وجندت مختلف القطاعات الحكومية المعنية لضمان التنزيل السليم لهذا البرنامج الطموح”.

ووفق هذا البرنامج، يضيف المصدر ذاته، “سيتم العمل على تقديم الدعم وتوفير المواكبة لإعادة بناء وتأهيل المباني والمساكن المتضررة. وكذا إعادة تأهيل البنية التحتية الطرقية، وشبكات الاتصال والكهرباء والماء الصالح للشرب والتطهير”.

كما يروم البرنامج أيضا، “دعم الأنشطة الفلاحية بالمناطق المتضررة، لاسيما عبر استصلاح الدوائر السقوية الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الدعم للكسابة الذين فقدوا مواشيهم جراء الفيضانات، من أجل إعادة تشكيل الثروة الحيوانية في هذه المناطق، وفقا لبلاغ الحكومة”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد