afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

محمود درويش شاعر صنعته قضية فلسطين..فماذا قدم لها؟

قبسات من حياة واشعار صاحب "مديح الظل العالي"

محمود درويش (1941-2008) هو شاعر فلسطيني وأحد أبرز الشخصيات الأدبية في العالم العربي. وُلد في قرية البروة في الجليل الأسفل، التابعة لفلسطين التاريخية (اليوم إسرائيل)، وترعرع في قرية دير الأسد. درس في حيفا وتخرج من المدرسة الثانوية في نهاية الخمسينات.
بدأ درويش مسيرته الأدبية كصحفي، وسرعان ما اتجه إلى الشعر. كان له تأثير كبير في تطور الشعر العربي المعاصر. كتب العديد من المجموعات الشعرية التي تعبر عن تجربته الشخصية والوطنية. من بين مؤلفاته الشهيرة “رفات الحب” و”عصافير الحسرة” و”مديح الحب” وغيرها.
تأثر درويش بالقضية الفلسطينية بشكل كبير، وكتب بشكل شاعري عن الحرب والاحتلال والشجب الاجتماعي. كان من أبرز الأصوات التي أعبرت عن الألم والمعاناة الفلسطينية. في عام 1964، انضم إلى حركة التحرير الفلسطينية، ولكنه تحول فيما بعد إلى موقف أكثر استقلالية.

في حياته الشخصية، كان درويش شخصية ملتزمة بقضايا العدالة الاجتماعية والسياسية. تعرض للسجن والتهديد بالإعدام عدة مرات بسبب مواقفه ونشاطه السياسي. في الفترة الأخيرة من حياته، تمنى السلام والتسامح بين الشعوب، وقال إنه يتمنى أن تحيا إسرائيل كدولة جارة لفلسطين.
اهم دواوينه الشعرية
محمود درويش كتب العديد من الدواوين الشعرية التي أثرت في الأدب العربي وحققت شهرة واسعة. إليك بعض أهم دواوينه الشعرية:
“أغاني الحب والوطن” (1966): يُعتبر هذا الديوان من بين أهم أعمال درويش، وقد جمع فيه بين الحب الشخصي والحب للوطن. تعبّر قصائده عن عواطفه الشخصية وتجاربه، وفي الوقت نفسه تعكس الواقع الفلسطيني والعربي.

“رفات الحب” (1969): يتناول هذا الديوان العديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية، ويظهر فيه درويش كشاعر ملتزم بالقضايا الوطنية والإنسانية.
“حين تطير الطيور” (1970): يتناول هذا الديوان قضايا الحرب والسلام والحياة اليومية في العالم العربي وفلسطين بشكل خاص.
“عصافير الحسرة” (1971): يتميز هذا الديوان بالتعبير عن الألم والحزن بسبب الواقع الفلسطيني والعربي. يتناول الحرب والتشرد والمعاناة بشكل شاعري عميق.
“درب الشهيد” (1978): يعكس هذا الديوان تأثير الصراع الفلسطيني والصراعات الإقليمية على حياة الفرد.
“مديح الحب” (1980): يعتبر هذا الديوان مزيجًا من الحب والتأمل والتفكير في معنى الحياة.
تذكر أن هذه الأعمال لا تشمل كل ما كتبه درويش، فقد لديه العديد من الأعمال الأخرى التي أثرت في الأدب العربي.
اشهر قصائده
محمود درويش ألّف العديد من القصائد التي أثرت في الأدب العربي وأكسبته شهرة واسعة. من بين هذه القصائد التي اشتهرت:
“رياح الحنين”: قصيدة تتحدث عن الحنين والألم، وتعبر عن تجربته الشخصية والوطنية.
“عندما نولد”: قصيدة تتناول فكرة الحياة والموت، وكيف يتعايش الإنسان مع هذين الجانبين.
“أمي”: قصيدة مؤثرة تكرم الأم وتعبر عن الحب والتقدير لدورها في حياة الإنسان.
“تحت القمر”: قصيدة تعبر عن الحب والغرام بشكل رومانسي، وتستخدم لغة جميلة ورمزية.
“يا طير الطيور”: تعتبر هذه القصيدة تعبيرًا عن الأمل والحلم، وكيف يمكن للفن أن يكون مصدر إلهام في الظروف الصعبة.

banner cdm

“أيام وليالي”: تعبر عن الحياة اليومية والعلاقات الإنسانية، وكيف يمكن أن تتأثر بالتغيرات والصراعات.
“متى يعود الحب؟”: قصيدة تستفسر عن مصير الحب في زمن الحروب والصراعات.
“تحت الصفارة”: قصيدة تعبر عن الواقع الفلسطيني والصراعات في المنطقة.
“مديح الظل العالي”: من اشهر اعمال درويش التي خلد فيها فلسطين كقضية إنسانية وكرست شاعرا فذا.
في سجون الاحتلال
محمود درويش تجرب في السجون الإسرائيلية كانت جزءًا من تاريخه النضالي والسياسي. كان يعارض الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وكان نشطًا في دعم حقوق الفلسطينيين والمطالبة بالحرية والكرامة الوطنية. فيما يلي لمحة عن بعض جوانب تلك التجربة:
اعتقال وسجن: تم اعتقال درويش عدة مرات بسبب نشاطه السياسي وآرائه القوية ضد الاحتلال. في عام 1967، أُلقي القبض عليه من قبل السلطات الإسرائيلية بسبب نشاطه السياسي، وأُدين بالنشاط غير المشروع وحيازة كتب يُفترض أنها تحتوي على مواد غير قانونية.
الحبس الإداري: خلال فترات كانت تتسم بالتصاعد في النضال الفلسطيني، تم وضع درويش قسريًا في الحبس الإداري، وهو نوع من الاحتجاز الذي يمكن تمديده دون محاكمة رسمية. كان هذا يثير انتقادات حول حقوق الإنسان.
تأثير على إبداعه الأدبي: رغم التحديات التي واجهها في السجون، استمر درويش في الكتابة. كتب العديد من القصائد التي تعبر عن تجربته وتجربة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. تأثرت قصائده بشكل كبير بتجاربه الشخصية والسياسية في السجون.
الإفراج: تم الإفراج عن درويش في عام 1982، بعد قضاء فترات مختلفة في السجون الإسرائيلية. بعد الإفراج، استمر في نضاله من أجل حقوق الفلسطينيين ودعم قضيتهم.
تجربة درويش في السجون لا تزال تعتبر جزءًا من تاريخ النضال الفلسطيني وتأثيره على إبداعه الأدبي.
علاقته بمارسيل خليفة
علاقة محمود درويش بالفنان مارسيل خليفة كانت تميزت بالصداقة والتعاون الفني. مارسيل خليفة هو مغني وعازف عود لبناني مشهور، وكان له دور كبير في إحياء وتوثيق بعض قصائد درويش من خلال أدائها بصوته.
أحد التعاونات البارزة بين درويش وخليفة كانت في ألبوم “أنا عندي كلام” الذي صدر في عام 1984. في هذا الألبوم، قدم مارسيل خليفة أغاني درويش بأسلوبه الفريد، مثل “رجعت الشتوية” و”على الحدود” و”أنا عندي كلام”. تميز هذا التعاون بالجمع بين كلمات درويش الشاعرية القوية وصوت خليفة العاطفي والجميل خصوصا في أدائه اغنية “ريتا والبندقية” الشهيرة..
علاقتهما لم تقتصر على التعاون الفني فقط، بل كانت صداقة شخصية أيضًا. كانوا يتبادلون الآراء والأفكار، وكان خليفة داعمًا للقضية الفلسطينية وحقوق الإنسان. بعد وفاة درويش في عام 2008، استمر مارسيل خليفة في تذكير الجمهور بتراث درويش وأعماله الشعرية من خلال أداء بعض قصائده في حفلاته.
هذه العلاقة تجسد تقاطع الفن والشعر والنضال من أجل العدالة الاجتماعية والوحدة العربية.
كيف خدم القضية الفلسطينية؟
محمود درويش خدم القضية الفلسطينية بشكل كبير عبر أعماله الأدبية والشعرية، وكذلك من خلال نشاطه السياسي والاجتماعي. إليك بعض الطرق التي خدم فيها درويش القضية الفلسطينية:
الشعر والأدب: كانت قصائد درويش تعبر عن الألم والحنين للوطن الفلسطيني وتأثير الاحتلال. استخدم لغة شاعرية جميلة ورمزية لنقل مشاعر الشعب الفلسطيني والتعبير عن وحدته والتمسك بالأمل.
المشاركة في الحياة الثقافية والاجتماعية: شارك درويش في العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تعزز الهوية الفلسطينية وتؤكد على الحقوق الوطنية. كان له دور كبير في تعزيز الوحدة الوطنية والهوية الفلسطينية.

المشاركة في حركة التحرير الفلسطينية: في فترة الستينيات، انضم درويش إلى حركة التحرير الفلسطينية وأخذ يلعب دورًا في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي. كتب قصائد تحمل روح المقاومة والتحدي.
النضال السياسي: كان درويش ناشطًا سياسيًا وشارك في العديد من الفعاليات السياسية والنضالية لصالح حقوق الفلسطينيين. كان يدعو إلى الحوار والتسامح، وكانت لديه رؤية إيجابية حول مستقبل المنطقة.
التعبير عن قضية اللاجئين: كتب درويش بشكل مكثف عن حالة اللاجئين الفلسطينيين، وكان له صوت قوي في التعبير عن معاناتهم والدعوة إلى حق العودة.
من خلال هذه الأساليب، كرّس محمود درويش جهوده لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتعزيز الوعي الدولي حول حقوق الشعب الفلسطيني.
علاقته بياسر عرفات
كانت علاقة محمود درويش برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ياسر عرفات، تميزت بالصداقة والتقدير. كانت هذه العلاقة تجمع بين الأبعاد الأدبية والسياسية. يعود ذلك جزئيًا إلى التزاماتهما المشتركة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
التعاون الأدبي: شكلت القضية الفلسطينية خلفيةً هامة للأعمال الأدبية لدرويش وكذلك لعرفات. قام درويش بكتابة قصائد تعبر عن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، بينما كان عرفات يتحدث عنها في خطبه ومقابلاته. هذا النوع من التعاون أعطى صوتًا قويًا للقضية الفلسطينية.
التأثير على الوعي الدولي: كانت لدى درويش وعرفات دور في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. درويش من خلال شعره وعرفات من خلال دوره في السياسة، سعيا لجعل قضية الشعب الفلسطيني محور اهتمام دولي.
المشاركة في الجهود السياسية: شارك درويش في بعض المراحل الرئيسية للعمل السياسي في فلسطين، ولعب دورًا في تحقيق الوحدة الوطنية. كان لعرفات دور كبير في الجهود السياسية والمفاوضات لصالح إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

الدعم المتبادل: كان درويش وعرفات يقدمان الدعم المتبادل، سواء في الجوانب الفنية أو السياسية. كانا يتبادلان الآراء والأفكار بشكل منتظم حول الوضع السياسي والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
على الرغم من تنوع وجهات النظر والتحالفات في الساحة السياسية، إلا أن العلاقة بين درويش وعرفات كانت تتسم بالاحترام والتقدير المتبادل.
حياته في المهجر
محمود درويش قضى فترة من حياته في المهجر، وأحد المدن التي عاش فيها هي باريس، العاصمة الفرنسية. وقد كانت هذه الفترة تتزامن مع فترة النضال الفلسطيني وتأثيراته على حياة الشاعر والفنان.
في باريس، عاش درويش حياة مليئة بالأنشطة الثقافية والأدبية، وكان له دور بارز في الحياة الثقافية والفنية في المدينة. وفيما يلي بعض جوانب حياته في المهجر بباريس:
الأنشطة الثقافية: شارك درويش في الأنشطة الثقافية المتنوعة في باريس، من قراءات شعرية إلى اللقاءات الأدبية. كان له تأثير كبير في مجتمع الأدب الفرنسي والعربي في المدينة.
التأثير على الأدب الفرنسي: كتب درويش باللغة العربية، ولكن تأثيراته وفلسفته وجهات نظره عن الحياة كانت تعبر عن قضايا عالمية. كان يتفاعل بشكل كبير مع المثقفين والفنانين في باريس، مما أسهم في إثراء الحوار الثقافي.
النضال الثقافي: كانت لدى درويش دور نشط في نقل قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته إلى العالم الغربي. استخدم فنه وأدبه لنقل القضية وجعلها محور اهتمام الجماهير العالمية.
اللقاءات والمحادثات: كان لدى درويش فترة من التفاعل مع الفنانين والكتّاب الفرنسيين، حيث أجرى العديد من اللقاءات والمحادثات حول الثقافة والفن والسياسة.
تأثير النضال الفلسطيني: كان يحمل درويش هموم النضال الفلسطيني في قلبه، وكتب قصائد ونصوصًا تعبر عن الحرب والاحتلال وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

ببساطة، كانت فترة إقامته في باريس مهمة في تشكيل وجهات نظره الأدبية والسياسية، وكان لها تأثير كبير على مسيرته الفنية والثقافية.
نهاية  شاعر
محمود درويش توفي في 9 أغسطس 2008 في هوبوكين، نيوجيرسي، الولايات المتحدة. كان يعاني من مرض اللوكيميا (سرطان الدم)، الذي أثر على حالته الصحية.
بعد وفاته، تم نقل جثمان محمود درويش إلى القدس ليتم دفنه في مقبرة الشهداء في مدينة رام الله، الضفة الغربية. تم تشييع جنازته بمراسم رسمية، وكانت وفاته فقدًا كبيرًا للأدب العربي وللقضية الفلسطينية.
رغم رحيله، استمر تأثير محمود درويش في الأدب والفن، وظلت قصائده وكتاباته تلهم الناس وتعبر عن قضايا الحب، الحرية، والعدالة

banner cdm
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد