مدارس الريادة: هل دقت ساعة التقييم والمحاسبة؟

وجهت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن “فدرالية اليسار الديمقراطي” سؤالا كتابيا إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، سعد برادة، حول الاختلالات التي رافقت صفقة المقررات الدراسية الخاصة في مدارس الريادة.
وقالت التامني في ذات السؤال إن معطيات كثيرة أثيرت حول صفقة المقررات الدراسية المرتبطة بالمدرسة الرائدة للتعليم الإبتدائي، والتي بلغت قيمتها 7 مليارات سنتيم.
وأشارت أن هذه الصفقة واكبتها تجاوزات أدت إلى فسخ العقد وفرض غرامة مالية على الشركات المتعاقدة، لذلك لا بد من تقديم توضحيات عن الإجراءات التي تعتزم الوزارة القيام بها من أجل التحقق من كافة تفاصيل الصفقة، ومحاسبة الأطراف المتورطة في أي خروقات محتملة.
وطالبت التامني بمراجعة الصفقات السابقة للشركة المعنية، والشركات التابعة لها من أجل ضمان نزاهة التعاملات المالية، واحترام مبدأ تكافؤ الفرص.
ودعت إلى تعزيز آليات المراقبة والشفافية في إبرام الصفقات العمومية بقطاع التعليم، بما يضمن حماية المال العام ومصلحة المنظومة التعليمية، مستفسرة الوزارة عن التدابير الاستباقية التي ستعتمدها الوزارة لتفادي تكرار مثل هذه التجاوزات في المستقبل.

وفي شتنبر الماضي، كشف مشروع “مدارس الريادة” الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في إطار تنزيل خارطة الطريق 2022-2026، عن نتائجه الأولية.

وتعلق الأمر حينها بدراسة قام بها مختبر المغرب للابتكار والتقييم، وهو ثمرة تعاون بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، و”معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر” التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤسسة هارفارد للتنمية الدولية، ومجتمع جميل.

وأوضح بلاغ مشترك أن “نتائج السنة الأولى من تجريب نموذج “مدارس الريادة” في 626 مدرسة ابتدائية عبر ربوع المملكة، خلال الموسم الدراسي 2023/2024، أظهرت الأثر الملموس المحقق على مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ، وهو ما يجعل الخيارات التي اعتمدتها بلادنا ضمن أفضل 1 في المائة من حيث التقدم في مجال التعلم في فئة الدول المماثلة”.

وأبرز المصدر ذاته، أن “المشروع حقق أثرا مهما على تعلمات التلميذات والتلاميذ، إذ تحسن مستوى التعلمات بمقدار 0,9 من الانحراف المعياري (écart-type) في جميع المواد المدرسة”، مضيفا أن “التلميذ المتوسط في “مدرسة الريادة” يحقق أداء أفضل من 82 في المائة من التلاميذ في مجموعة المقارنة”.

وتابع أنه “قد تمت ملاحظة الأثر الأكثر أهمية في اللغة الفرنسية والرياضيات، إذ يتجاوز مستوى التلميذ المتوسط في “مدرسة الريادة”، حاليا، حوالي 90 في المائة في مادة اللغة الفرنسية وحوالي 82 في المائة في الرياضيات، بالنسبة للتلاميذ في مجموعة المقارنة”.

أما بالنسبة للغة العربية، أشار البلاغ إلى أن التلميذ المتوسط في “مدرسة الريادة” يتفوق على حوالي 69 في المائة من التلاميذ في فئة الدول المماثلة، مبرزا أن البرنامج ساهم في الارتقاء بمستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ في مجالات متعددة، بما في ذلك، القراءة والعديد من الجوانب المتعلقة بمادة الرياضيات.

وأكد أن نموذج “مؤسسات الريادة” قد تم إعداده وفق مقاربة متعددة الأبعاد تغطي المحاور الثلاثة لخارطة الطريق 2022-2026، وهي: التلميذ والأستاذ والمؤسسة التعليمية.

وشملت المحاور الرئيسية لهذا النموذج، بحسب المصدر ذاته، “منهجية تعليمية منظمة ومعالجة التعثرات حسب مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ. كما تتضمن مكونات أخرى كمفهوم الأستاذ(ة) المتخصص(ة) في تدريس اللغة العربية، والفرنسية والرياضيات، إضافة إلى الاعتراف بالمجهودات التي تبذلها المؤسسات المنخرطة بنجاح في البرنامج من خلال نظام “علامة الجودة”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد