آلاف المشيعين في وداع هنية..و مشعل: لا اعتراف بـ”إسرائيل”

في الوداع الأخير لاسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران قبل يومين، أقيمت صلاة الجنازة على جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بالدوحة اليوم الجمعة، حيث احتشد آلاف من المشيّعين، قبل نقله ليوارى الثرى في مقبرة شمال العاصمة، في رحلته الأخيرة عقب اغتياله في طهران بضربة نُسبت إلى إسرائيل وأثارت مخاوف متزايدة من صراع إقليمي أوسع.

وأمّ عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” خليل الحية، آلاف المصلين في صلاة الجنازة على هنية وحارسه. وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، ووالده الشيخ حمد بن خليفة، على رأس المصلين في المسجد.

وبعد الصلاة، حُمل النعش الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف قبل نقله إلى مقبرة لوسيل ليوارى الثرى في قطر التي كانت مقرّ إقامته مع أعضاء آخرين في المكتب السياسي لحماس.

جدد رئيس حركة حماس خارج فلسطين خالد مشعل، الجمعة، التأكيد أن حركته “لن تعترف بإسرائيل”، معتبرا أن “قتل قائد منا يزيد شعبنا قوة”.

جاء ذلك في كلمة خلال مراسم تشييع جثمان رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وحارسه الشخصي وسيم أبو شعبان في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة القطرية الدوحة.

وقال مشعل: “لا تنازل عن المبادئ، ولا اعتراف بإسرائيل، سيبقى شعبنا محافظا على وحدتنا الوطنية، سائرا على درب الجهاد والمقاومة واستعادة الحقوق”.

وتساءل: “أعداؤنا (في إشارة لإسرائيل) لا يتعلمون الدرس؛ قتلوا قادتنا منذ مائة عام، فماذا حصل؟”.

قبل أن يجيب: “كلما ارتقى قائد، جاء قائد، لم يزد ذلك شعبنا إلا قوة”.

ولفت إلى أن “الأعداء لا يعلمون أننا نعيش مجاهدين، ونلقى ربنا شهداء، نجيد صناعة الحياة وصناعة الموت بأمر الله”.

وتابع: “خسارتنا في أخينا (هنية) كبرى، لكن أعداءنا لا يعلمون أن دماء الشهداء تختصر الطريق نحو الحرية والنصر”.

وأردف: “سنبقى محافظين على مسيرتنا فالضغط لا ينفع معنا، والوعيد والتهديد لا يكسرنا، ولا يخلفنا عن مبادئنا قيد أنملة”.

ولفت مشعل إلى أن “فلسطين ستظل، من بحرها إلى نهرها، ومن شمالها إلى جنوبها، والقدس قبلتنا وهدفنا، ولا مكان للصهاينة على أرض فلسطين”.

واستطرد مشعل: “نقول لقادة الأمة حان للأمة أن يعود لها رشدها”.

وأضاف مشعل أن “هينة عاش وسط شعبه في مخيم الشاطئ بمدينة غزة يتلمس آلام شعبه ويشاركه أفراحه”.

وتابع: “خدم (هنية) قضيته وشعبه والقدس، خدمها مجاهدا وداعية حافظاً للقرآن الكريم وخدم القضية رئيسا للوزراء، وكان وسط شعبه لا يتخلف عنهم”.

وشدد على أن هنية “لم يخرج من غزة إلا ليناضل من أجل قضيته على مدى العالم”.

وفي الداخل الفلسطيني المحتل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عصر يوم الجمعة خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري (85 عاماً)، بعد نعيه خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وأكد المكتب القانوني للشيخ صبري أن شرطة الاحتلال اقتحمت منزله في حي الصوانة إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس، واقتادته إلى معتقل المسكوبية بمدينة القدس.

وقال المحامي خالد زبارقة، إنه لا أساس قانوني لاعتقال الشيخ عكرمة صبري واعتقاله جاء بعد حملة تحريض عليه؛ وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته وصحته

وقال الشيخ صبري في خطبة الجمعة: “أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ومن على منبر المسجد الأقصى المبارك يحتسبون عند الله الشهيد إسماعيل هنية، ونسأل الله عز وجل له الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته”.

وتعقيبا على ذلك، قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب: “بعد هتافات أحد الخطباء اليوم خلال صلاة الظهر في الحرم القدسي الشريف، بدأت الشرطة بالفحص فيما إذا كان لها علاقة بالتحريض مع الجهات المختصة، وستتصرف وفقا للنتائج”.

وبموازاة مع ذلك، شن مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، حملة تحريض واسعة ضد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، بعد أن نعى باسم أهالي القدس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطبة الجمعة.

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في منشور على منصة “إكس” إن “أمر التحقيق بشبهة التحريض يقع ضمن صلاحيات النيابة العامة، لذلك بعد خطاب تحريضي خطير (للشيخ عكرمة صبري) في الحرم القدسي، يجب فتح تحقيق ضده”.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد