بعد فاجعة بني ملال حيث توفي 21 شخصا بسبب الحرارة، وجهت المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، تدعو فيه إلى فتح تحقيق حول أسباب ارتفاع عدد الوفيات بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وأشارت المجموعة أن العديد من جهات المغرب تعرف موجة حر قياسية نتج عنها عدد كبير من الوفيات، كما وقع بإقليم بني ملال وغيره من الأقاليم بنسب متفاوتة.
وطالبت المجموعة في ذات السؤال وزارة الصحة بالكشف عن الإجراءات المستعجلة التي ستتخذها لحماية المواطنين من ارتفاع درجة الحرارة في عدد من المدن، حتى لا تتكرر مأساة بني ملال.
من جهته، قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام إن حادث بني ملال المأسوي لا يمكن أن يحجب عنا واقع وحال المستشفى الجهوي ببني ملال، فحسب ماتم تداوله فإن المستشفى يفتقر إلى الوسائل والإمكانيات الضرورية ليكون مرفقا عموميا صحيا، إذ يبقى السؤال معلقا كيف مات هذا العدد الكبير من الضحايا في يوم واحد.
وأكد في تدوينة على فايسبوك أن هذه الفاجعة تفرض فتح تحقيق موسع وشامل، حول الظروف والملابسات التي جعلت هذا العدد الكبير من الضحايا يموت في يوم واحد، لأنه غير ذلك سيفهم أن في الأمر استهتار بأرواح الناس، وأن الذين ماتوا مجرد بسطاء ومهمشي المغرب غير النافع، خاصة أن الحادث لم يثر أي ضجة أو قلق، وتابعنا كمغاربة كيف تعامل الوزير والحكومة مع هذه المأساة ببرودة وكأن شيئا لم يقع.
يشار إلى أن المندوبية الجهوية للصحة ببني ملال خنيفرة، قالت في بلاغ صادر عنها أمس الخميس، إن المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال استقبل 21 حالة وفاة بسبب الحر، منها 4 حالات وفاة خارج أسوار المستشفى و17 حالة وفاة استشفائية.
وأوضحت أن غالبية الوفيات سجلت بين أشخاص يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن، حيث ساهم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في تدهور حالتهم الصحية وأدى إلى وفاتهم
لكن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال كان لها رأي آخر، وعبرت عن قلقها واستغرابها من تسجيل 21 حالة وفاة في يوم واحد بشكل مفاجئ، بمستعجلات المستشفى الجهوي لبني ملال، وطالبت بفتح تحقيق لتحديد الأسباب ومحاسبة المسؤولين.
وقال حقوقيو بني ملال في بلاغ لهم، إنهم أجروا مقابلة مع مديرة المستشفى والمسؤول عن التواصل في المديرية الجهوية للصحة، حيث تم التأكيد على وفاة 17 شخصا بقسم المستعجلات، و 4 حالات قبل الوصول إلى المستشفى، وتم التصريح بأن أربع حالات تفوق أعمارهم 70 سنة، وأن أغلبهم يعانون من أمراض مزمنة.
كما سجل فرع الجمعية الوضعية المزرية لقسم المستعجلات، وحالة الاكتظاظ التي يعرفها هذا القسم، والنقص الكبير في الأطقم الطبية والممرضين والممرضات، والخصاص الحاد في التجهيزات الطبية والأسرة وعدم توفير مكيفات الهواء، إذ لم يزود قسم المستعجلات بها إلا بعد وقوع هذه الكارثة الإنسانية، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية بما فيها الأدوية الخاصة بالأمراض التنفسية والأمراض النفسية والعقلية.
واستغربت الجمعية الحقوقية من تسجيل هذا العدد الكبير من الوفيات في يوم واحد، علما أن الجهة تعرف دائما ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، ولم يسبق أن سجل هذا العدد الكبير من الوفيات.
واحتج حقوقيو الجمعية على ضعف الخدمات المقدمة للمرضى، والاكتظاظ الذي يعرفه قسم المستعجلات والذي تنتفي فيه شروط احترام الكرامة الإنسانية نتيجة النقص الحاد في الموارد البشرية والأسرة، مع ضعف التجهيزات الطبية وعدم توفير مكيفات الهواء.
وطالبت الجمعية في بلاغها بفتح تحقيق جاد ومسؤول للكشف عن الأسباب الحقيقية لهذا العدد الكبير من الوفيات ومحاسبة كل شخص قصر في مسؤولياته وتثبت في حقه الإهمال.
وفي شأن تقلبات أحوال الطقس ونتائج ارتفاع الحرارة هذا الصيف، تواصل السلطات المغربية لليوم الثالث على التوالي، إخماد حرائق غابة بمنطقة “بغاغزة” نواحي مدينة تطوان.
واجتاحت حرائق غابة “بغاغزة”، الثلاثاء، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها مستويات قياسية.
وقال المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات في جهة الشمال سعيد بنجيرة، إن “الحريق اجتاح حتى يوم الخميس الساعة 19:00 (ت.غ) 130 هكتارا.
وأضاف بنجبيرة: “السلطات استعملت طائرات كانادير لإطفاء الحرائق، كما تم إجلاء سكان المناطق القريبة من الغابة”.
وتابع: “لم يسفر الحريق عن خسائر في الأرواح حتى الآن، والجهود مستمرة لإخماده”.
والأحد، حذرت مديرية الأرصاد الجوية من موجة حارة تصل إلى 46 درجة مائوية في عدد من مناطق المملكة، متوقعة أن تستمر عدة أيام.
وكانت الوكالة المغربية للمياه والغابات توقعت في ماي الماضي تزايد خطر نشوب حرائق في الغابات صيف العام الجاري، نظرا لظاهرة الجفاف التي تضرب البلاد للعام السادس، واستمرار موجات الحرارة المرتفعة بعموم المملكة.