موسكو تحت الصدمة اليوم بعدما أفادت السلطات الروسية إن مسلحين فتحوا أمس الجمعة النار خلال حفل لموسيقى الروك في قاعة “كروكس سيتي” للحفلات الموسيقية قرب العاصمة، فقتلوا ما لا يقل عن 62 شخصا وأصابوا 105 آخرين وأشعلوا حريقا في القاعة.
وقالت وزارة الطوارئ الروسية بأنه تم إجلاء نحو 100 شخص من قاعة الحفلات. في حين قالت وكالة تاس إن سقف المسرح انهار بسبب اندلاع النيران ولا يزال بداخله مدنيون.
وأعلن الحرس الوطني الروسي أنه موجود في مكان الحادث ويبحث عن الجناة، بينما قالت وسائل إعلام روسية إن الأجهزة الأمنية اعتقلت أحد المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم.
ودخل المهاجمون المبنى وهم يرتدون زيا مموها، وفتحوا النار وألقوا قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، وفق ما أفاد صحفي في وكالة ريا نوفوستي للأنباء في مكان الواقعة.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن الحريق الذي اندلع في قاعة الحفلات يمتد لمساحة 12 ألفا و900 متر مربع، مشيرة إلى أنه لم تتم السيطرة عليه حتى الآن.
.
وفور إعلان الهجوم بدأت الشكوك تحوم حول علاقة أوكرانيا به، وبهذا الصدد أكد الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري ميدفيديف الجمعة أن بلاده “ستقضي على” القادة الأوكرانيين إذا تبين أنهم مسؤولون عن الهجوم الدامي على قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو أمس الجمعة.
وقال ميدفيديف عبر تليغرام “إذا ثبت أنهم إرهابيون تابعون لنظام كييف.. فيجب العثور عليهم جميعا والقضاء عليهم بلا رحمة باعتبارهم إرهابيين، بما في ذلك قادة الدولة التي ارتكبت هذا العمل الفظيع”.
لكن أوكرانيا سارعت إلى إعلان أنه لا علاقة لها بالهجوم، وقال مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك، في بيان عبر تطبيق تليغرام، إن أوكرانيا “ليس لها أي علاقة” بالهجوم.
وأضاف أن “هذه الأحداث تحمل علامات الإرهاب الذي تمارسه قيادة الدولة العدوانية ضد شعبها”، مؤكدا أن “أوكرانيا، عكس الاتحاد الروسي، لم تستخدم أبدا أساليب الحرب الإرهابية، أو الإرهاب في حد ذاته”.
في المقابل، اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجمعة الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم على قاعة الحفلات بموسكو.
وقال الجهاز عبر منصة تليغرام إن “الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازا مخططا ومتعمدا من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر بوتين”، معتبرا أن الهجوم “يجب أن يُفهم على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب”.
كما نفى مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي وجود أي “مؤشرات على تورط أوكرانيا” بالهجوم، وقال في تصريحات أدلى بها الجمعة إنه من السابق لأوانه إجراء أي تقييم، لكن “لا يوجد حاليا أي مؤشر على تورط أوكرانيا أو الأوكرانيين في هذا الهجوم، حيث الأخبار لا تزال جديدة للغاية”.
غير أن التنظيم الإرهابي المسمى ” داعش” أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف الجمعة قاعة للحفلات في موسكو وأسفر عن مقتل 62 شخصا، في حين توالت الإدانات الدولية والعربية لهذا الهجوم، بينما أكدت أوكرانيا أنه لا علاقة لها به.
وقالت “داعش” في بيان نشرته على تليغرام إن مقاتليها “هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو”، وأضاف أن المقاتلين “انسحبوا إلى قواعدهم بسلام”.
إلى ذلك، أكد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة المغربية تدين “بشدة” العملية الإرهابية التي تم تنفيذها، أمس الجمعة، بكوركوس سيتي هال بكراسنوغورسك قرب موسكو، والتي تبناها تنظيم داعش الإرهابي، وخلفت العديد من القتلى والجرحى.
وأضاف البلاغ نفسه أن المملكة المغربية تعبر عن تضامنها مع السلطات الروسية في مواجهتها للإرهاب، مبرزا أن المملكة تقدم التعازي لعائلات الضحايا ومتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.