تعد شركة “ميرسك” من أضخم شركات النقل البحري دوليا، وبينما تتوفر على سمعة وخبرة في النقل والإتقان فإن سمعتها الأخلاقية هذه الأيام في مهب رياح الاحتجاج على الاشتباه في مشاركتها في إبادة الشعب الفلسطيني من خلال نقلها شحنات أسلحة إلى الكيان الغاصب.
شهد المغرب خروج أكثر من 105 مظاهرة في 58 مدينة مغربية، للأسبوع الثاني والسبعين على التوالي، رفضا لرسو سفن”ميرسك” التي يشتبه في حملها أسلحة صوب الكيان الإسرائيلي عبر الموانئ المغربية، حسب الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة
وأوضحت الهيئة في بيان لها أن هذه المظاهرات التي جاءت تحت شعار ” لا لجعل موانئنا جسرا للمجازر “، تعد تعبيرا عن رفض رسو سفن يُشتبه في حملها أسلحة متجهة إلى إسرائيل عبر الموانئ المغربية.
وعبر المحتجون عن استنكارهم للدعم الأمريكي والأوروبي لإسرائيل، مؤكدين رفضهم القاطع لجميع مخططات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وتضامنهم المستمر مع غزة والشعبين الفلسطيني واللبناني.
وكانت شركة Maersk نفت الاتهامات المتداولة بشأن نقل شحنات عسكرية إلى إسرائيل، مؤكدة أن تلك المعلومات “غير دقيقة” و”مبنية على افتراضات لا أساس لها من الصحة”، وفقا لبيان توضيحي أصدرته الشركة.
وجاء هذا التوضيح ردا على تقارير إعلامية، من بينها تقرير لمنصة Declassified UK، اتهمت فيه سفينتي Maersk Detroit وNexoe Maersk بنقل قطع غيار لطائرات F-35 إلى إسرائيل لصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية.
وأكدت الشركة في بيانها، أن تلك المزاعم عارية من الصحة، مشيرة إلى أن الشحنات المعنية موجهة إلى دول مشاركة أخرى في برنامج الطائرة F-35 ضمن إطار التعاون الأمني الدولي، وليس إلى إسرائيل تحديدا.
وأوضحت Maersk أن سفنها العاملة ضمن البرنامج اللوجستي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، تُشغَّل عبر شركتها التابعة Maersk Line Limited (MLL)، التي تعمل تحت العلم الأمريكي، ووفقا لضوابط قانونية صارمة تشمل الحصول على موافقات حكومية مسبقة عند نقل أية مواد مصنفة أو حساسة، مؤكدة أنها لم تنقل أي أسلحة أو ذخائر إلى مناطق النزاع.
تعليق:
يقتضي الأمر بيانا رسميا واضحا من السلطات المغربية لقطع الشك باليقين وجلاء حالة الغموض التي تكتنف هذا الموضوع، إذ ليس أحسن من التواصل السريع مع الرأي العام الوطني في مثل هذه القضايا التي يكثر فيها القيل والقال وتثار المريد من التوترات والقلق النفسي لدى شعب مغربي يقدس القضية الفلسطينية.