في ظل ظروف اقتصادية قاسية صار معها مجرد بقاء صحيفة ورقية أو رقمية بالمغرب إنجازا يحتفى به، وجدت المقاولات الصحفية نفسها تصارع من أجل البقاء وما أدراك ما البقاء على قيد الإصدار والنشر.
ولتجاوز هذه الوضعية المأساوية، تحركت مجموعة كبيرة من المهنيين من أصحاب المقاولات الصحفية الصغرى والناشئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مع عدم التسليم لليأس عبر تأسيس “اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى” الذي ينتظر أن يخرج للوجود بعد غد السبت.
ويأتي انعقاد الجمع العام التأسيسي لهذا الإطار المهني بعد تحضيرات مكثفة منذ بضعة أسابيع، تخللتها نقاشات شفافة وسادتها روح العمل الجماعي والرغبة في تأسيس إطار حقيقي منتج وخلاق للحلول وتقديم الاقتراحات ممكنة الإنجاز والترافع من أجل المقاولة وضمان شروط استمراراها وتطويرها.
وسيكون لقاء السبت بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط الخطوة الأولى للتأسيس والمصادقة على القانون الأساس للاتحاد وانتخاب مكتب تنفيذي له سيلقى على عاتقه مهمة الترافع عن مصالح القطاع أمام القطاعات والمؤسسات الرسمية الشريكة والوصية.
ويصبو اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى، وهو الاسم الذي تم اختياره بالإجماع عبر التداول المباشر، لأن يكون قوة اقتراحية وشريكا فعليا في تطوير المقاولات الصحفية الصغرى والأخذ بيدها للعبور نحو واقع عصري ومهيكل.
وسيواجه الاتحاد بعد تأسيسه عوائق عدم استفادة المقاولات الصغرى من حصتها في الإشهار العمومي والإعلانات الإدارية والقانونية، عبر طرح حلول عملية ممكنة التحقق سواء على الصعيد الوطني أو الجهوي.
كما يطرح الاتحاد نفسه قوة اقتراحية وترافعية، سيما وقد خبر مؤسسوه مجال الصحافة والنشر بالمغرب عبر ممارسة طويلة بدأت من الاشتغال كصحافيين مهنيين ثم كمسؤولي تحرير ونشر وانتهاء بتأسيس مقاولات وترؤسها والدراية بمشاكلها المعقدة.
وبناء على اطلاع “الشوارع” المباشر على سير فعاليات الاستعداد لإعلان تأسيس هذا الإطار فإن الأمور تسير لحد ليلة الجمعة كما خطط لها تماما، ويُسيطر على الجو العام لدى كل أعضاء الاتحاد مشاعر الرغبة في التأسيس والنجاح في إنجاز المهمات وقبل ذلك تحمل المسؤوليات التي يقتضيها هذا التحدي.
موقع “الشوارع” منغمس في هذا الخضم المهني ويتمنى لهذه المحطة الأولى كل النجاح مع الاستعداد للانخراط في اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى وإسناده بكل ما يملك حتى يزهر ويثمر.