دخلت الصحافة المغربية مرة أخرى منعطفا يلفه الجدل والصراع، فبعد بضعة أيام من بلاغ المكتب التنفيذي للفدرالية المغربية لناشري الصحف، والذي فصلت فيه المأزق الذي وصلت اليه المهنة باستحضار مستجدات “اللجنة المؤقتة” في ما يخص ولوج مهنة الصحافة، أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بلاغا حمل شعار “لا لمرسوم الدعم العمومي دون ترسيم لحقوق الصحافيين/ات والعاملين/ات”.
وقال بلاغ النقابة إنها علمت “أن المجلس الحكومي الذي سينعقد الخميس 30 نونبر الحالي سيدرج مجموعة مراسيم في جدول أعماله، ومن بينها مشروع مرسوم 2.23.1041 بتحديد شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم العمومي المخصص لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع.
واستغربت النقابة ” عدم إشراكها في نقاش مشروع المرسوم المشار إليه، مما يضرب في العمق ادعاءات الحكومة نهجها للمقاربة التشاركية، خصوصا أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية أبدت غير ما مرة نيتها الصادقة في إنجاح أي مبادرة كفيلة بإنقاذ المشهد الإعلامي الوطني، وحفظ حقوق كل العاملين/ات فيه.
وحذرت النقابة “من اي تراجع عن الاتفاقات السابقة التي التزمت بجعل الدعم العمومي مشروطا باحترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية المنصوص عليها في القوانين والاتفاقيات المنظمة للمهنة، وعلى رأسها الاتفاقية الجماعية بعد مراجعتها، وكذا مخرجات الاتفاق الأخير المرتبط بالزيادة في أجور الصحافيين/ات والعاملين/ات في مهن الإعلام على دفعتين.”
واعتبرت النقابة إسقاط هذه الشروط “تلاعبا غير مسؤول بمصائر وحقوق الصحافيين/ات والعاملين/ات، وعائلاتهم، وتهديدا خطيرا للسلم الاجتماعي في هذا القطاع”.
واستطرد البلاغ بالقول “إن الدولة الاجتماعية المنشودة، والتي تقول الحكومة أنها تساهم في التأسيس لها، لا يمكن بناؤها عبر استمرار الريع الموجه لبعض الانتفاعيين المتهربين من الالتزامات، مغلفا بأهداف نبيلة، من قبيلة الدعم المالي لإنقاذ المقاولات والمهن الصحافية، فلا يمكن للدعم العمومي من المال العام أن يحقق أهدافه في النهوض بالإعلام الوطني وتنافسيته، دون رد الاعتبار للصحافيين/ات عبر احترام حقوقهم وكرامتهم، وتلبية مطالبهم المشروعة.”
الى ذلك، دعت نقابة الصحافة ” إلى السحب الفوري لكل مشروع مرسوم لا يتضمن هذه المكتسبات التي تحمي العنصر البشري، وإعادته إلى طاولة الحوار مع المعنيين به، ومنهم النقابة الوطنية للصحافة المغربية باعتبارها شريكا اجتماعيا يمثل القاعدة العريضة من الصحافيات والصحافيين”.
وبنبرة تصعيدية أعلنت النقابة ” عزمها الصارم على تدشين سلسلة من الاحتجاجات القوية والنوعية، سيتحدد شكلها وتوقيتها على حسب سياق تطور هذا الملف، الذي نعتبره حاسما في علاقتنا بالوزارة الوصية.”
وزادت نقابة الصحافة موضحة أنه “لا مرسوم للدعم دون ترسيم مكتسبات الصحافيين، وإشراك ممثلي الصحافيين/ت في نقاشه، ولا سلم اجتماعي في قطاع الصحافة دون اشتراط الاستجابة لحقوق الصحافيات والصحافيين المادية والمعنوية للحصول على الدعم العمومي”.
تعليق:
كل الفرقاء يعبرون عن حبهم لك يا ليلى…و انت يا ليلى رغم كل هذا العشق المعلن تغرقين في حزن فقر مؤسساتك وتعب ابنائك وهزالة منتوجك…ودوخة في لجة الخطابات التي تدعي بك وصلا وانت بهذا الوصل باقية على شقائك البنيوي.