رغم أهمية وجود كل المؤسسات المغربية سواء القضائية أو الرقابية أو الاقتصادية أو غيرها، تظل وزارة الداخلية العمود الفقري لمتابعة وتنفيذ المشاريع الكبيرة والصغيرة، وعليها المعول في ضمان النجاح أو تفادي الفشل. هذه حقيقة واقعية بالمغرب.
وفي إطار صلاحيات ومسؤوليات هذه الوزارة، ترأس عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أمس الأربعاء بمقر ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، اجتماعا موسعا خصص لتدارس تقدم استعدادات مدينة الدار البيضاء الخاصة بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030.
وفي هذا اللقاء تم تسليط الضوء على مشاريع التهيئة والبنيات التحتية التي تروم تمكين مدينة الدار البيضاء من أن تكون في موعد هذا الحدث الكروي العالمي، بما يتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مع التركيز على البنيات التحتية الرياضية: الملاعب ومواقع التدريب، النقل والتنقل، الإقامة، والتنمية المستدامة.
كما وتم تقديم آليات التدبير المتكامل للمشاريع المبرمجة في إطار الاستعدادات، من أجل تعزيز تتبع المشاريع ومراقبتها وتنفيذها. وفي كلمة خلال هذا اللقاء، أكد السيد لفتيت، على ضرورة تعبئة كل المتدخلين من أجل تسريع تنزيل المشاريع والأوراش كي تكون جاهزة في الآجال المحددة، مبرزا في هذا الصدد، أهمية التتبع الدقيق لتقدم المشاريع على جميع المستويات.
ودعا وزير الداخلية، مختلف المتدخلين إلى توحيد جهودهم وتنسيقها، وكذا الانخراط التام في إنجاز هذا الورش وفقا لتوجيهات الملك محمد السادس. وشكل هذا الاجتماع أيضا، فرصة للتأكيد على خصوصية مدينة الدار البيضاء، باعتبارها ستحتضن منشأتين مهمتين، ويتعلق الأمر بكل من الملعب الكبير ببنسليمان، والمركب الرياضي محمد الخامس، بالإضافة إلى مركز البث الدولي (IBC)، الذي سيبث إشارات نقل المباريات.
وأكد لقجع، أن « هذا الاجتماع يندرج في إطار سلسلة من الاجتماعات التي تشمل كافة المتدخلين، والتي تهدف إلى تتبع تنفيذ المشاريع عن قرب، حسب أجندة معينة تلزمنا جميعا، استعدادا لعدد من التظاهرات المنظمة في المغرب ابتداء من السنة المقبلة ». وبعد أن أشار إلى أن هناك مجموعة من المشاريع التنموية في طور الإنجاز في جميع المجالات، أكد السيد لقجع أن « المغاربة سيظلون، كما كانوا دائما، مجندين وراء جلالة الملك، من أجل إعطاء الصورة الحقيقية لبلادنا ».
وفي معرض حديثه عن الملعب الكبير الذي سيتم بناؤه ببنسليمان بطاقة استيعابية تبلغ 115 ألف متفرج، أوضح أن هذا الملعب سيكون » استثنائيا بكل المقاييس وسيكون أكبر وأفضل معلمة كروية على الصعيد العالمي، وسيضيف إشعاعا آخر للإشعاع الحضاري الذي تزخر به المملكة ». ويأتي عقد هذا الاجتماع في الدار البيضاء بعد شهرين من عقد اجتماع موسع بالرباط في إطار الاستعدادات المكثفة من أجل تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال. كما تم عقد اجتماع مماثل أمس الثلاثاء بفاس.
يذكر أن الاجتماع المشار إليه شارك فيه، إلى جانب وزير الداخلية، كل من رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، ووالي جهة الدار البيضاء – سطات، وعامل عمالة الدار البيضاء، محمد امهدية، بحضور مختلف الفاعلين المعنيين بهذه الاستعدادات.
تعليق:
اللقب السابق الذي أطلقه مغاربة القرن الماضي على وزارة الداخلية كان هو “أم الوزارات” وكان سبب نزول هذا الوصف هو سطوة الوزارة وتغلغلها في باقي المؤسسات.
واليوم؟ هل من سبيل لقلب هذا المفهوم إلى معنى إيجابي بحيث يحيل على قدرة هذه الوزارة العتيدة على الإنجاز وانتصابها قاطرة تجر وتساعد باقي المؤسسات لكي تنجح وتنجز المطلوب منها، نظرا لخبراتها الواسعة وتوفرها على المعطيات الضرورية للتخطيط واتخاذ القرارات الصحيحة ثم البناء عليها لتحقيق الأهداف.