شغل الفتى الأسمر الأفريقي ذو الـ 17 فقط العالم بمهاراته الكروية وتواضعه وعطائه في كبرى المنافسات الكروية العالمية، إنه لامين يامال أو جمال لمن يصر على اعتباره مغربيا أو “عربيا”.
وفضلا عن الأداء المبهر وتحقيق النتائج على الأرض، وجد لامين لنفسه مساحة إضافية لتسجيل أهداف قاتلة في ملعب العنصرية النتن.
فقد اختار يامال أن يحتفل بالنصر الذي حققه خلال آخر مباريات منتخب إسبانيا أمام فرنسا من خلال الإشارة إلى الرقم “304”، الذي يشير إلى الأرقام الثلاثة الأخيرة من الرمز البريدي لحي روكافوندا الذي تسكنه الطبقة العاملة في مقاطعة برشلونة، التي وصفها المسؤولون المنتخبون اليمينيون المتطرفون من حزب فوكس بأنها “حثالة متعددة الثقافات”.
ويرتكب حزب فوكس، وهو جماعة سياسية يمينية متطرفة في إسبانيا، خطأً فادحًا من خلال وصم أطفال المهاجرين المغاربة، والمثال الأخير لامين يامال، معجزة كرة القدم العالمية الشابة.
وسجل هذا اللاعب، المولود لأب من أصل مغربي وأم غينية استوائية، هدفا رائعا في مرمى فرنسا الثلاثاء في نصف نهائي يورو 2024، وبذلك تأهلت إسبانيا إلى النهائي.
وكان احتفال اللاعب بإظهاره الرقم “304”، في إشارة إلى حي روكافوندا الذي تقطنه الطبقة العاملة، بمثابة رسالة فخر ومقاومة.
ونقل عن ياسين اليتيوي، الأمين العام للمركز المغربي للبحوث للعولمة “نجماروك”، تعليقه أن “وصم الأطفال من خلفيات مهاجرة من قبل حزب فوكس يستند إلى أيديولوجية قومية ومعادية للأجانب تتجاهل واقع المجتمع الإسباني المعاصر، من خلال وصف الأحياء متعددة الثقافات بالحثالة”، متابعا ضمن تصريحات لهسبريس بالفرنسية: “يختار فوكس خطاب الكراهية والانقسام، متناسيا أن هذه الأحياء هي موطن للعديد من العائلات التي تساهم بشكل فعال في المجتمع الإسباني”.
وأوضح المتحدث أن “صعود اللاعب الشاب في عالم كرة القدم بعمر 16 عامًا فقط يظهر أن الأطفال من أصول مهاجرة يتمتعون بإمكانات هائلة، ولسوء الحظ غالبًا ما يتم التغاضي عن هذه الإمكانية أو حتى إعاقتها عمدًا من خلال السياسات التمييزية وخطاب الوصم”.
وتبقى الغصة الجماهيرية المغربية قائمة كلما شوهد هذا الفتى وهو يراكم التألق، الغصة لأن القائمين على المجال الرياضي فشلوا في إقناعه باللعب لصالح الوطن الأصلي لأبيه المغربي.
ومهما يكن فإن هذا الصنف من المغاربة الذين ينبتون في أرض الله بعيدا عن المغرب مدينون لبلد الاستقبال ولأنفسهم بالدرجة الأولى فيما يصلون إليه من أمجاد، وليس مطلوبا منا غير التفرج في صمت والدعاء لهم في دواخلهم بمزيد من التوفيق، على وجه الإنسانة و “نقطة الدم” التي تجمعنا بهم.
تعليق:
واحد من الناس علق على تألق “جمال” هكذا: هذه واحدة من النتائج الطيبة للهجرة السرية. لا ندعو لهجرة سرية ولا نشجع عليها بلا شك..لكن الرغبة في هجر واقع مر تجعل البعض يفضل ركوب الموج والأهوال عسى أن يدرك فردوسا وراء البحر…أو يلاقي ربه شهيدا في الطريق نحو حياة كريمة.