الشوارع ــ المحرر
بينما تبرع الملك محمد السادس اليوم بدمه لأبناء شعبه تضامنا منه معهم في مصابهم الجلل إثر النكبة التي خلفها الزلزال المدمر، وفيما تتواصل حملات الدعم الشعبي التي أبهرت العالم، يلوذ الذين استفادوا دوما من خيرات المغرب وفرصه بصمت مريب ومخزي.
ونسجل هنا ثلاث ملاحظات وتساؤلات لم يتطوع إلى حد الساعة من يجيب عنها فعلا لا قولا ممن يعنيهم الأمر، وهذه الأطراف هي كما يلي:
ــ رئيس الحكومة عزيز أخنوش، باعتباره أكبر محتكر للمحروقات عبر شركته “أفريقيا” والتي كان يجب عليها أو تكون أول متطوع لمد أصحاب قوافل الإغاثة مجانا بالوقود حتى يسهم في جهدهم الوطني والإنساني المشكور جدا جدا جدا. أخنوش لم يحرك ساكنا..عجبا عجبا عجابا.
ــ الفضاءات التجارية الكبرى التي “هجم” عليها الشعب المغربي التواق للإحسان وعمل الخير فاشترى منها آلاف الأطنان من السلع ليوجهها صوب المناطق المنكوبة، هذه المؤسسات التجارية التي ترفل في ملايير الربح سنويا لم تخفض سنتيما واحدا من سلعها المشتراة بغرض الغوث والإعانة، وكأن الزلزال لم يقع في قلب وطن تستفيد من خيراته. عجبا.
ــ شركة الطرق السيارة..والتي تعتبر أنهارا تدر الأموال على مدار الساعة، لم نسمع إلى اليوم أنها خفضت فرنكا واحدا على أصحاب القوافل المتجهة من كل مناطق المملكة صوب المنكوبين. يا للحسرة يا للفضيحة.
ــ شركات الاتصالات كلها والتي لم تتواضع حتى بمد زبناء المناطق المنكوبة بساعات اتصال مجانية، هي التي راكمت أرباحا فلكية من جيوب المغاربة. يا للعار يا للشنار.
ــ مئات البرلمانيين والمستشارين.. ألم يأن لكم اليوم أن تعطوا بعض دمكم لإخوانكم المصابين ومنهم من صوتوا على كثير منكم ليصلوا إلى قبة الراحة والأمان؟ لو أن الأمر لنا لحولنا مجلسي البرلمان في هذه الأيام إلى مركزين لتحاقن الدم “بزز منكم” باستثناء المرضى. واخجلتاه واخجلتاه.