أين المجتمع المدني؟..يجب نفض بطانية المغرب مما علق بها من فيروسات

الشوارع ــ المحرر

كشفت أزمة كورونا التي بدأت ملامحها في بلادنا عن أمور كثيرة، هي بين الإيجابي الذي نعرفه، والسلبي الذي حان وقت علاجه، كما يعالج المرضى بالطرق المتاحة.

من بين عورات فضحها الوباء أوبئة مؤسساتية وأخرى شخصية وثالثة ثقافية متوارثة.

نتوقف عند جانب المجتمع المدني المفترى عليه، والذي لا يتحرك ــ إلا لماما ــ خارج ثالوث لعين حدوده الدعم المالي والتموقع والاغتناء ملتوي المسالك.

ــ أينك يا أحزاب مبرر وجودك هو “تأطير” المجتمع؟ أين خبراؤك الفالحين فحسب في تدبير “القالب والكولسة” وطبخ الجموع العامة وحسم النتائج قبل الوقت المحدد؟

أرونا شطارتكم على الأرض، اخرجوا إلى الناس بخطط واستراتيجيات تطوعية تقيهم صراط هذا العبور الوبائي المخيف؟ أو اخرجوا الأموال التي منحتموها من جيوب دافعي الضرائب وضعوها رهن إشارة المحتاجين.

افعلوا شيئا واحدا يحسب لكم وتلاقون به ربكم عسى ولعل، أم أنكم شطار في الكلام الخاوي وكفى؟

ــ أين أنت يا نقابات وأين اختف محترفوك في هذه الأيام العصيبة؟ أين منصاتكم وخطابات زعمائكم الخشبية في مناسبات بعينها؟ ما ظهر لكم أثر لأنكم لا تملكون من أمر ما تزعمونه شيئا من الحقيقة. يوجد الشعب الآن في مسيس الحاجة لدعمكم وتكاثفكم المزعوم..يا أيها المغتنون باسم الدفاع عن الطبقة الشعبية..فأي أرض ابتلعتكم قبل أن تبتلعوا ألسنتكم الناطقة بالترهات؟

ــ أينك يا جمعيات المجتمع المدني المقتاتة دوما وأبدا من المزايدات واللافتات الكبيرة والهضرة الخاوية؟ تعدادكم بالآلاف المؤلفة، وهذا يعني أنكم في كل حي وحارة وزقاق، اي قريبون ـ أيها البعيدون ـ عن واقع الناس وهمومهم وقضاياهم التي تبررون بها نظريا وجودكم. إن كنتم حققتم بهذا الصمت كل مبررات بقائكم فعليكم باسم القانون أن تحلوا أنفسكم، وإلا صرت غير شرعيين، وبالتالي مدعاة للمحاسبة القانونية..

هذه الأزمة التي ندعو الله تعالى أن تمر على بلادنا وشعبنا بسلام وبأقل الأضرار، يجب أن يكون مغرب ما بعدها مختلفا تماما عن مغرب ما قبلها من حيث نفض البطانية الوطنية من كل ما علق بها من كائنات وطفيليات تضر أكثر مما تنفع.

ومن ادعى غير ما سلف، فالساحة أمامه…وليعري عن ساعديه ومعها عن وجه أحمر وليشتغل..وعسى أن نكون مخطئين..ولن نجبن عن الاعتذار ساعتها.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد