البرد بالمغرب ..إجراءات استباقية لفائدة عشرات آلاف المواطنين

أمام موجة البرد القارس الذي تعيشه عدد من مناطق المملكة تجندت مصالح وزارة الداخلية بالمغرب، بمعية كل الإدارات والمصالح المعنية ونزلت إلى الميدان للوقوف مع المواطنين في التوقيت والمكان المطلوب فيهما المساعدة والدعم.
وفي هذا السياق، عقدت اللجنة الإقليمية للتتبع واليقظة بداية الأسبوع اجتماعا ترأس عامل إقليم الحاجب، تنفيذا للتعليمات الملكية لتنسيق الجهود واتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة البرد القارس، وحماية الساكنة المتضررة وضمان استمرارية الخدمات العمومية الأساسية.
وفي كلمة، أكد عامل الإقليم على أهمية هذا اللقاء الرامي إلى تدارس مخطط عمل الإقليم من أجل التخفيف من آثار موجة البرد، واستعراض الوسائل البشرية والمادية واللوجستية التي ستتم تعبئتها من أجل مواجهته، والتخفيف من آثاره على الساكنة المحلية.
وأشار المسؤول إلى أن تشخيصا دقيقا مكن من تحديد 20 دوارا معرضا لآثار موجة البرد بالإقليم، تضم 932 أسرة، أي 4634 شخصا، فيما يبلغ عدد النساء الحوامل بالإقليم 408.
وأمام هذا الوضع، تم اعتماد مخطط عملي يروم التخفيف من آثار موجة البرد. ومن بين الأهداف ذات الأولوية تحديد هيئات تدبير الأزمة وتدابير الوقاية والحماية وتحديد تدابير إشعار السلطات وإخبار الرأي العام في الحالات المستعجلة.
وعلى المستوى اللوجستي، يتوفر الإقليم على 7 شاحنات لإزاحة الثلوج و16 خاصة، إضافة إلى 18 سائقا.
من جهته، قدم المندوب الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية، حسن أوكوهو، خطة عمل “رعاية 2025-2024” التي تهدف إلى ضمان التكفل الصحي المثالي بالساكنة المتضررة من موجة البرد.
وستتم تعبئة الوسائل المادية الضرورية، بما في ذلك 8 حملات طبية مصغرة متخصصة تضم ماسحا بالموجات فوق الصوتية وجهاز تحليل صغير وكرسي أسنان متنقل ومقياسا حراريا متنقلا.
وأكد أوكوهو أيضا على أهمية التنسيق بين مختلف المتدخلين من أجل الاستجابة بشكل سريع وفعال لحاجيات السكان. وفي هذا الإطار، أعلن عن تخصيص ميزانية قدرها 50 ألف درهم لوقود السيارات الصحية و حوالي 175 ألف درهم لاقتناء الأدوية والمنتجات الصحية.
وأكد أنه “بتاريخ 20 يناير 2025، تم القيام بحوالي 10 آلاف و295 خدمة و 408 من النساء وضعن حملهن من أصل 722 تم إحصاؤهن في بداية العملية، وهو ما يمثل نسبة ولادة تقدر ب 58 في المائة”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عبد العزيز يوسفي، على التزام الوزارة بضمان استمرارية تمدرس التلاميذ والحفاظ على سلامتهم خلال هذه الفترة التي تشهد موجة البرد.
وفي السياق نفسه عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع أول أمس بميدلت، اجتماعا للتنسيق خصص لبحث وعرض التدابير الاستباقية التي اتخذتها السلطات المحلية لمواجهة آثار موجة البرد القارس خلال فصل الشتاء.
ويندرج هذا الاجتماع، الذي ترأسه عامل إقليم ميدلت، عبد الوهاب فاضل، بحضور السلطات الأمنية ورؤساء المصالح الخارجية ورؤساء الجماعات الترابية المعنية، في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية لتقديم الدعم اللازم للمواطنين المتضررين من الظروف المناخية الصعبة وموجة البرد الشديدة التي تشهدها مناطق في المملكة.

وأبرز فاضل، في كلمة بالمناسبة، أن اللقاء يندرج في سياق تعبئة شاملة تنفيذا للتعليمات الملكية الرامية إلى حماية المواطنين والحفاظ على أمنهم وكرامتهم في مواجهة هذه الظروف المناخية القاسية التي تشهدها بعض مناطق المملكة.
كما دعا جميع المتدخلين والسلطات المختصة إلى المشاركة الفعالة في تنفيذ المخطط الإقليمي، وتعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستية اللازمة للتخفيف من آثار هذه الظاهرة وتعزيز تعبئة الفرق على الميدان لضمان التدخلات السريعة والفعالة.
وتميز هذا اللقاء بتقديم عروض من قبل ممثلي مختلف القطاعات المعنية بموجة البرد الذين أبرزوا الجهود المبذولة للتخفيف من تأثير موجة البرد على ساكنة الإقليم.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بميدلت، سعيد العريبي لوكالة المغرب العربي للأنباء، التعبئة القوية للسلطات المحلية بالتنسيق مع القطاعات المعنية لمواجهة تداعيات الظروف المناخية القاسية، مشيرا إلى تقديم الدعم والمساعدة لفائدة الساكنة في الحالات الحرجة والعاجلة، لا سيما النساء الحوامل والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن والأشخاص بدون مأوى.

كما أبرز جهود فتح الطرق والمقاطع في حال تضرر حركة السير وعمليات الإخلاء بالمروحية، فضلا عن تحديد الاحتياجات المحتملة من الحطب والأغطية والمواد الغذائية والأعلاف للماشية، مشيرا إلى أن إجراءات مكافحة آثار موجة البرد تهم 220 دوارا (يقطنها حوالي 138 ألف نسمة)، أي قرابة 48 في المائة من مجموع سكان الإقليم.

من جانبه، أوضح المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك، عصمان بنداود، أن إقليم ميدلت يضم شبكة الطرق المعنية بتساقط الثلوج تصل إلى 700 كلم، مبرزا الإجراءات المستمرة والفعالة لضمان انسيابية حركة السير.
وأضاف أن المديرية الإقليمية عبأت طواقم بشرية ولوجستية كبيرة تحسبا لتساقط الثلوج، بما في ذلك الجرافات وكاسحات الثلوج، بهدف ضمان انسيابية واستمرارية حركة السير، داعيا مستخدمي الطريق إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتفاعل بشكل إيجابي ومسؤول مع نشرات الطقس الإنذارية.
وعلى مستوى القطاع الصحي، برمجت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية ثمانية قوافل طبية متعددة التخصصات تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية من سكان المناطق المتضررة من موجات البرد، و289 وحدة طبية متنقلة في إطار عملية “رعاية”، بالإضافة إلى 86 سيارة إسعاف.
إلى ذلك، تم تحديد الاحتياجات من الموارد البشرية وسيارات الإسعاف والأدوية والأغطية وكافة المعدات الطبية.
وتنفيذا للتعليمات الملكية تعبأت مصالح وزارة الداخلية، إلى جانب كافة الوزارات والإدارات المعنية ومختلف الفاعلين، من أجل اتخاذ إجراءات طارئة تهم تعبئة شاملة لكل الوسائل اللوجستية والموارد البشرية، بهدف تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين حتى يتمكنوا من مواجهة موجة البرد التي تشهدها عدة جهات بالمملكة.
وفي هذا الإطار، تمت دعوة ولاة الجهات وعمال الأقاليم المعنية إلى التعبئة من أجل تتبع تطورات الوضع وتنسيق عمليات التدخل واتخاذ التدابير الاستباقية والوقائية اللازمة، من خلال سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تخفيف العبء على الساكنة.
تعليق:
برافو برافو برافو…الأصل أنكم تقومون بالواجب والمتعارف عليه هو “لا شكر على واجب” ومع ذلك لابد لنا من شكر وتشجيع كل من قام وسيقوم بالواجب الملقى على عاتقه سواء من المسؤولين أو المواطنين أو المؤسسات كلها بلا تمييز..كل هذا وقلوبنا مع إخوتنا في الخيام بمنطقة الحوز التي ضربها ذلك الزلزال المدمر.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد