تهديد مدير “تليكسبريس” سلوك جاهلي فاقد لـ “المقاصد” الحضارية

الشوارع

فوجئنا في موقع “الشوارع” بخبر ظننا في البداية أنه ربما مجرد نكتة صادرة عن مزاج غير رائق، لأننا صدقا قد نتوقع كل شيء في بلدنا السعيد وفي هذه المهنة بالذات، ما عدا أن يصل التخلف إلى مرحلة يهدد فيها سليمان الريسوني الذي كنا نحسبه قبل اليوم زميلا ، صحافيا آخر، هو علي مبارك، الذي يدير موقعين هما “تلكسبريس” بالعربية و “لا روليف” باللغة الفرنسية، محاولا إرهابه عبر بعث تهديدات موثقة إليه.

 الريسوني سليمان، وهو شقيق أحمد الريسوني، أحد الوجوه البارزة في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، ضاق صدره بنقد وجهه له موقع “تليكسبريس” على خلفيه تأسيسه وترؤسه لجنة لموازرة توفيق بوعشرين مدير “أخبار اليوم المغربية”، المعتقل والمتهم بتهم ثقيلة ذات صلة بالاغتصاب والاتجار في البشر.

لقد قال الريسوني في رسالته الهاتفية الموثقة المرسلة لعلي مبارك إنه “سيأخذ حقه بيده”، وهذا يعني ببساطة أن الرجل ينوي اللجوء إلى “شرع اليد” في تهديد صريح لحياة مواطن لا سلاح له سوى قناعاته ومداد يعبر بواسطته عنها.

لنا وللريسوني ولكل العالم أن نتفق مع علي مبارك وغيره أو نختلف معههم، بل من حقنا أن نوجه إليه النقد اللاذع حتى، لكن في إطار سجال متحضر ، إنما لا حق لأي كان أن يرهب أحدا بأي شكل من الأشكال،فما بالكم بترهيب صحافي لا يحمل رشاشا ولا حتى عصا، وكل عتاده طلقات مداد؟؟
كان على الريسوني أن يمتشق القلم ويقول حي على الرد وحي على النقد، لا أن يفجع الرأي العام الوطني والصحافي على الخصوص بهذا الأسلوب الذي يجنح لغير السلم.. ويجعلنا خائفين على أنفسنا وعلى سلامة زملائنا.
 
أمام هول ما وقع ــ وهو موثق بالمناسبة ــ لم يجد  مدير موقع “تلكسبريس”  من عاصم يأوي إليه سوى اللجوء إلى القضاء وهو موقف ما كنا نتمناه بين زميلين، لكن ليس لنا أن نلوم مبارك عليه، ففي النهاية تهديد بهذا الشكل ليس مزحة يسكت عنها. وفي هذا السياق نطلب من السلطات أيضا تحمل القيام بالمتعين حماية لزميلنا مبارك ولأسرته من أي مكروه، لا قدر الله. 
أمام هول ما وقع، لا يسعنا في موقع “الشوارع” وبكل الجدية اللازمة سوى أن نعلن تضامننا الفعلي مع الزملاء في موقعي “تليكسبريس” و “لاروليف”، وسنقف دوما إلى جانب كل زميل مظلوم أو مهدد بلا قيد أو شرط. والتضامن في هذه الحالة عندنا ليس كلاما فقط بل استعداد للفعل المؤازر المنتج للموقف المطلوب على الأرض.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد