فيروس التفاهة والرداءة..من أهم ضحايا كورونا بالمغرب

الشوارع/المحرر

شددت كورونا وحجرها الصحي الخناق على بني البشر، وفي المغرب كان للتفاهة نصيب كبير من الشعور بالاختناق بفعل هذا الفيروس الذي قرع الأجراس.

طيلة قرابة شهر وجدت الرداءة والبذاءة والخواء نفسها تئن تحت وطأة الصوت المجلجل للعلم والمعقول.

ولأن ناشري التفاهة والخزي والعار كائنات فيروسية فهي لا أمل لها في الحياة في بيئة معقمة بمواد العلم والعقل والفعل الإيجابي، ولا نسيج تحبه للتوالد والتكاثر أليف من جو الفوضى والميوعة والملفات والأوراق المخلوطة.

ولكن، وبعد أن سلم الناس بالحجر الطبي كواقع لا يرتفع إلا بارتفاع منسوب الوعي، تململت آلة التتفيه والتسفيه وبدأت تشتغل بطريقتها القديمة وبأساليبها المعروفة: الإشاعة و الكذب والتضليل وجعل أتفه توافه القضايا هي أساس اهتمام ما أمكن من الجمهور.

وما بين الهجوم الشرس والمثير للشفقة على العلماء الباحثين، و الرغبة اللاشعورية في سجنهم والنيل منهم، والتفكير الرغبوي في زعزعة ثوابت الأمة المغربية والتنطع في إصدار الفتاوى المستوحاة من الذات المريضة المدمنة على كل البلاوي، في كل هذا المعمعان اختنق فيروس التفاهة وبدأ يصرخ أمام الشعب المغربي، والشعب المغربي بذكائه الفطري والمكتسب يسخر ويضحك ويقهقه حتى ليكاد يستلقي على قفاه.

إن للتافهين شروطا للبقاء على قيد “التخربيق” والانتفاع وأداء ما يعتقدون أنها رسالة وجود. وحينما تنتفي شروط الاستمرار على خشبة التبرز”الحداثوي” تراهم يترنحون كالديكة المذبوحة.

شيء بديهي أن يترنحوا ويواصلون رقصة الوداع الطبيعي، وهذا حقهم في توديع المشهد، لأن الزمن الما بعد كوروني ليس هو الزمن الذي حسبوه يقينية باقية ما بقيت شهية التمصلح والانتهازية.

وعلى صناع القرار في بلادنا أن يتلقفوا الخلاصات ويعرفوا خط سير الاتجاه العام. والاتجاه العام بالمغرب اليوم يقول بلسان الحال والمقال:مسح الطاولة من كل الغبار المتساقط عليها وتعقيمها تماما لنبدأ مرحلة جديدة من مغرب لا صوت فيه يعلو على صوت الكفاءة والنزاهة والعلم والمعقول.

مرحبا بمن وبما ينفع الناس.

www.achawari.com

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد