الشوارع/المحرر
تعتبر كلميم جغرافيا وسياسيا بوابة الصحراء المغربية. وللباب قيمة وخطورة باعتباره الفتحة التي يدخل عبرها الخير والشر، القر والحر، الفيتامينات المغذية أو السموم القاتلة إلى الجسم كله.
لكن، وخلافا للمنطق السليم فقد كانت وماتزال هذه الجهة العزيزة على قلوب المغاربة مكانا للشد والجذب والكر والفر بين فرقاء أثبتت تصرفاتهم أن الصالح العام هو آخر ما يمكن أن يخطر لهم ببال، وأن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة هي قضيتهم الأولى والأخيرة.
ففي وقت كان الصواب ومؤشرات التفاعل والإقبال الشعبي على الانتخابات وحتى النتائج المعلنة تقول إن الدكتور عبد الرحيم بوعيدة هو من سيفوز ــ وقد أعلن فوزه فعلا ــ بمعقد برلماني بعدما أجبر سابقا على الاستقالة من رئاسة الجهة نفسها، انقلبت الأمور وبدل احتفال كلميم بابنها البار المثقف، تحولت إلى ساحة للاحتجاج والاصطدام بقوى الأمن والمطالبة بعزل الوالي.
وفي انتظار أن يقول القضاء كلمته الفصل، بدـ ترتيبات تمهد لعودة الاتحادي سابقا والبامي لاحقا، عبد الوهاب بلفقيه لرئاسة الجهة حدث في الكواليس ما قلب هذه “الصفقة” رأسا على عقب.
فقد سحب عبد اللطيف وهبي، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، البساط من تحت أرجل عبد الوهاب بلفقيه الأمين الجهوي لنفس التنظيم السياسي بعد التراجع عن تزكيته مرشحا لرئاسة جهة كلميم واد نون.
وبعث وهبي لوزير الداخلية رسالة رسمية يسحب من خلالها تزكية ممثله الجهوي في كلميم واد نون، داعيا لفتيت
لإعطاء تعليماته لمصالحه المختصة لترتيب نتائج هذا السحب.
بتعبير أبسط فقد “سلت وهبي لحصيرة من تحت رجلين بلفقيه”.
تعليق:
ملاحظات لابد منها نختصرها في ما يلي:
ــ بلفقيه كان اتحاديا ثم صار باميا وله حسابات مع لشكر فهل جاء وقت تصفيتها، سيما وأن لشكر “ناوي” يشارك في حكومة لحامة بأي وجه كان.
ــ وهبي “عازم” على المشاركة في حكومة لحمامة وما يمكنش يخصر للشكر ــ صاحب مول لحمامة ـ خاطرو والناس بالناس والناس بالله
ــ بوعيدة من الأحرار سابقا وخصم قديم لمول لحمامة وميمكنش لمول لمازوط ما يحرقش سياسيا عدوه اللدود، سيما أنه رئيس الحكومة المعين.
ــ بوعيدة استقلالي حاليا، والاستقلال، ببركة زدي علال موجد للمشاركة في الحكومة التي قد يشارك فيها لشكر ووهبي، وبناء عليه نزار بركة ضرب الطم على قضية بوعيدة وما حصل له رغم أنه سياسيا وواقعيا استقلالي ومرشح باسم “الميزان” لكن الميزان تكلاطا ولم يعد قادرا على الصدح بضرورة “المناصفة” ولا التعادلية بل الأصح أنه اصبح من اجل الاستوزار طالب غير التعادل.
ــ كلشي باين ومورق إلى حد السخرية. واش هادي منطقة من الوطن خاص مصالح سكانها تكون محركا للجميع أم ساحة صراع ثيران المصالح يتناطحون فيها ويفعلون الأفاعيل؟ واش مكينش عصا القانون والمخزن تهرمكهم جميعا وتعيد العقل إلى العقل؟