الشوارع
في زمن مضى يبدو اليوم بعيدا، خاطب الحسن الثاني شعبه بسؤال استنكاري: واش لمغاربة ولاو اخفاف؟ واليوم يجب علينا أن نسأل أنفسنا وشعبنا ودولتنا: أشطاري لينا كاملين؟
مع انطلاق حرارة فصل صيف 2019 انطلقت طاقة خبيثة في عروق الشعب المغربي، وتحديدا في طبقته الوسطى والمسحوقة. وقد ترجمت هذه “الحرنة الخايبة” في أشكال إجرامية مروعة.
بالرباط اغتصبوا حنان بالقراعي ثم قتلوها..وبعد بضعة أيام وقليل من احتجاجات رفع العتب..بدأنا ننسى المظلومة حنان.
في البيضاء…وحسب ما فضح شريط لا غبار عليه..لم يترد بوليسي مريض سلوكا وأخلاقا في قتل مواطنة بإسكان الرصاص في رأسها..تداركت إدارة الأمن الأمر..ولكن الأسوأ هو ما حصل.
في فاس اغتصب الضباع فتاة..ثم أحرقوها ومعها أحرقوا قلب أمها وكل إنسان حقيقي في هذه البلاد..ويبدو أن الأمر سيمر وكأنه شيء عادي.
وفي العيون..بقلب الصحراء توفيت المواطنة صباح نتيجة دهس سيارة لم تكشف بعد كافة ملابساته..صباح المدرسة التي يتحدث عنها زملاؤها بكل خير ويصفونها وأهلها بالمسالمين..رحمها الله.
واليوم الاثنين، تصاعدت “الحالة” لتنذر بأن على الدولة أن تتدارك الوضع باستراتيجية، ليس الحزم واليقظة سوى عنصرين من ضمن عناصرها.
لماذا؟
لأن مقتل قائد في العيون ثم إصابة قائد آخر في البيضاء إصابة استدعت حمله للشيخ زايد، ليس أمرا هينا ولا مؤشرا طبيعيا.
وفي هذا السياق، أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء أنه “علم لدى السلطات المحلية لولاية جهة العيون –الساقية الحمراء أنه تم العثور، صباح اليوم الاثنين، على جثة رجل سلطة بدرجة قائد، بتجزئة الضحى بمدينة العيون، تحمل آثار عيار ناري باستخدام بندقية صيد، حيث كانت الجثة ملقاة بالقرب من سيارة الخدمة التي كان يستعملها الهالك”.
وقد تدخلت السلطات المحلية وعناصر الشرطة التقنية والعلمية، لإجراء المعاينات الأولية، حيث تم نقل جثة الهالك الذي كان يتولى قيد حياته قيادة الحكونية بإقليم طرفاية، إلى المستشفى الجهوي بالعيون لإخضاعها للتشريح الطبي.
إلى ذلك، تم فتح بحث من طرف المصالح الأمنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ظروف وأسباب الوفاة.
www.achawari.com