عن أية حضارة يتحدثون؟ وعن أي تقدم علمي يؤلفون القصص؟ أسئلة باتت مشروعة ليس من باب العوز الديمقراطي أو غياب الارتباط بالانرنت مثلا في هذا العالم، لا، فالأمر ذو صلة بالأساسيات والبدهيات الغائبة: إن نصف سكان العالم بلا مراحيض.
والدليل ما قالته منظمة “أوكسفام” التي ترى أن الاستثمار في المراحيض والصرف الصحي ليس مجرد مسألة إنسانية، بل هو استثمار في مستقبل أفضل للجميع.
وأفادت المنظمة الإنسانية أن توفير مراحيض آمنة يمكن أن يسهم في إنقاذ الأرواح، وتعزيز التعليم، وزيادة الفرص الاقتصادية، مما يساهم بشكل فعّال في محاربة الفقر وبناء مجتمعات أكثر صحة واستدامة.
وكشفت “أوكسفام” أن أكثر من 4.6 مليار شخص حول العالم لا يمتلكون مراحيض مناسبة، مما يعرضهم لخطر الأمراض المعدية.
وأكدت أن المراحيض النظيفة تساهم في الحد من انتشار الأمراض مثل الإسهال والكوليرا، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة الأفراد والمجتمعات. وشددت على أن الاستثمار في البنية التحتية للصرف الصحي يمكن أن ينقذ الأرواح ويقلل من النفقات الصحية التي تتحملها الحكومات والأسر.
كما تؤكد “أوكسفام” أيضا على الدور الحيوي للمراحيض في تعزيز التعليم، خاصة للفتيات. فوجود مرافق صحية مناسبة في المدارس يشجع الفتيات على الحضور بانتظام ويقلل من معدلات التسرب. بالتالي إن توفير بيئة تعليمية آمنة يساهم في تحقيق المساواة بين الجنسين وفتح آفاق جديدة للنساء والفتيات في المستقبل.
على الصعيد الاقتصادي، تلعب المراحيض دورًا في تعزيز الإنتاجية. عندما يكون لدى الأفراد مرافق صحية مناسبة، يصبحون أكثر قدرة على العمل بكفاءة. تشير الإحصائيات إلى أن توفير المراحيض والنظافة الجيدة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وبالتالي تحسين مستوى المعيشة، مما يساهم في محاربة الفقر.
في ظل الأزمات الطبيعية أو الصحية، يصبح توفر المراحيض ضرورة ملحة. تقوم أوكسفام بتقديم الدعم في حالات الطوارئ من خلال توفير مراحيض آمنة ونظيفة، مما يسهم في منع تفشي الأمراض في المناطق المتضررة. تبرز هذه الإجراءات أهمية الصرف الصحي في تعزيز القدرة على الصمود في وجه الأزمات.
تعليق:
عالم زبلاوي يا نعيمة…زغردي يا انشراح وقبل الزغرودة اغلقي أنفك جيدا لأنك وإيانا في عالم نصف سكانة بلا مراحيض.
