رشيدة داتي تواجه اتهام النيابة العامة الفرنسية لها بالفساد

في الغرب عموما، وضمنه القضاء الفرنسي، لا يفرق القضاء بين غفير ووزير، فكل من ثبت بحقه جرم أو شبهة لابد أن يخضع للتحقيق والمحاكمة، واليوم جاء الدور على الوزير رشيدة داتي.

طلبت النيابة العامة المالية الوطنية الفرنسية الأربعاء محاكمة وزيرة الثقافة الفرنسية الحالية رشيدة داتي ورئيس مجموعة “رينو-نيسان” السابق كارلوس غصن، أمام محكمة الجنايات في فرنسا بتهمة الفساد واستغلال النفوذ خصوصا، وفق ما اعلنت وزارة العدل اليوم الجمعة.

وتنفي داتي وغصن هذه التهم. ويشتبه في أن داتي تلقت 900 ألف أورو من جانب أحد فروع تحالف “رينو-نيسان” من دون القيام بأي عمل فعلي في مقابل هذا المبلغ فيما كانت محامية ونائبة أوروبية (2009-2019)، ما قد يكون ساهم في اخفاء نشاط مجموعة ضغط في البرلمان الأوروبي.

وفي هذا الملف صدرت في حق كارلوس غصن مذكرة توقيف دولية منذ أبريل 2023.

وبداية العام الجاري، سلّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حقيبة الثقافة في التعديل الحكومي للوزيرة الفرنسية من أصول مغربية رشيدة داتي، لتكون المرة الثانية التي تتسلم فيها السياسية اليمينية الوسطية منصبا وزاريا.

واعتبرت أصوات من اليسار الفرنسي أن تعيين داتي جاء بطلب من الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بعد لقاء قريب جمعه بماكرون، إذ يُعتبر الأول عرّاب داتي الذي أدخلها عالم السياسة.

وقالت صحيفة لوموند، إن الأوساط السياسية في باريس، نظرت إلى تعيين داتي على أنه “حرب سياسية من العيار الثقيل”، فيما طلب رئيس حزب الجمهوريين، إريك سيوتي، استبعادها من الحزب معتبرا أنها “وضعت نفسها خارج أسرتها السياسية”.

و ُعتبر الوزيرة قريبة من ساركوزي، إذ سلمها وهو وزير للداخلية في 2002 منصب مستشارة ومسؤولة عن مشروع قانون الوقاية من الجرائم في ضواحي باريس الفقيرة، ثم مستشارة له في الوزارة.

لم تنتم داتي طيلة هذه السنوات إلى أي حزب سياسي، قبل أن تنخرط في حزب ساركوزي “الاتحاد من أجل حركة شعبية” اليميني الوسطي، في ديسمبر 2006. وفي يناير 2007، تسلمت منصب الناطق باسم ساركوزي في الحملة الانتخابية الرئاسية.

 

وخاضت داتي معترك السياسة للمرة الأولى في مايو 2007 عندما عيّنها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي حارسة أختام الجمهورية ووزيرة العدل في حكومة فرنسوا فيون الأولى والثانية، غادرت بعدها الوزارة لتتولى رئاسة بلدية الدائرة السابعة في باريس.

وولدت رشيدة داتي يوم 27 نوفنبر 1965 في حي فقير بسان ريميه بمنطقة ساون-إيه-لوار لأب مغربي وأم جزائرية، لها 7 أخوات و4 إخوة. اضطرت في بداية حياتها للعمل مساعدة ممرضة لمتابعة دراستها.

ودخلت داتي المدرسة الوطنية للقضاء، ثم حصلت على شهادتَي ماجستير واحدة في القانون العام وأخرى في العلوم الاقتصادية. بدأت مسيرتها المهنية في القطاع الخاص، قبل أن تعود إلى مجال دراستها لتشغل منصب قاضية رفيعة المستوى في محكمة بوبيني الابتدائية، ثم قاضية مشرفة مختصة بالإجراءات الجماعية لدى محكمة بيرون الابتدائية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد