الشوارع/المحرر
بعد أقل من يومين على نشرها “بالفرنصاوية” مقالا عجيبا حول توتر العلاقات بين المغرب وفرنسا، استند على وثائق “غريبة” يفهم القاريء أنها تقارير استخباراتية وجهتها مخابرات فرنسا لريسها ماكرون حول تدهور مصالح باريس في المغرب وكيف يمكن لفرنسا الضغط على المملكة بشتى الوسائل الخسيسة لإعادة الوضع لصالحها، عاد موقع “هسبريس” اليوم ليلحس ما نشر ويضغط على زر الشطب لذاك الخبر.
وكان الموقع الإماراتي التمويل والهوى، والمقيم في المملكة المغربية، بينما مديره العام مقيم في أبو ظبي، قد نشر على نسخته المفرنسة مقالة أثارت دهشة المتتبعين حول عدة جوانب خصت المادة الإعلامية نفسها ومدى مصداقية مستنداتها وأيضا بشأن توقيتها وسياقها الذي تطبعه أزمة وصفت بالصامتة بين الرباط وباريس، في وقت تأزمت فيه أيضا العلاقة بين المغرب وتونس، في أيام شهدت كذلك زيارة رسمية لريس فرنسا قام بها إلى الجزائر.
إذا افترضنا أن “التقارير” التي استند عليها الموقع صحيحة فهذا سيعني أوتوماتيكيا أن الدولة الفرنسية في شخص مخابراتها مخترقة من قبل جهة/دولة ثانية، ما سيعني أن هيبة وقوة فرنسا صارت عالميا في مهب الريح ومعها مصالحها ووسائلها التقليدية في الضغط والابتزاز.
أما إذا افترضنا عدم صحة المستندات فمن تراه امتلك الجرأة لتزييفها وتسريبها لهسبريس على أساس أنها صحيحة وموثوقة يمكن الاطمئنان إليها والمجازفة بنشرها؟
ولكن، مباشرة بعد إصدار سفارة فرنسا في الرباط بلاغا مقتضبا كذبت فيه ما أقدمت هسبريس على نشره، قام الموقع على الفور بحذف كل ما نشر..دون امتلاك الجرأة على التمسك بما صدر عنه
والدفاع عنه بمزيد من الأدلة أو القول فقط، مثلا، “نحن متمسكون بما نشرنا ولنا ثقة في مصادرنا”….ولا حتى توضيح ملابسات هذا اللعب للقراء الذين بفضلهم ــ عدديا ــ يتباهى الموقع بأنه “الأول” في المغرب…أو بممارسة “أضعف الإيمان” المهني بتدبيج اعتذار للقراء إياهم.
وأمام هذه السابقة “الإلكترونية” يمكننا إبداء الملاحظات التالية:
ــ الجهة التي سربت الموضوع ومعها الموقع الي نشر لا يملكان أدنى ذرة من الشجاعة السياسية والأدبية، والدليل سرعة النشر ثم الحذف بلا أي توضيح.
ــ لكل نشر غاية ومصلحة: ولكن هل يمكن القول إن الغاية تحققت؟ وماعساها تكون هذه الغاية مثلا؟: العلاقات الفرنسية المغربية متوثرة؟ وهل هذا اكتشاف لم يعلمهم الأولون؟ أم الغاية “التشويش” على محور الرباط ــ باريس؟ وهل يفتقر هذا المحور للتشويش أصلا؟
ــ إن ما حصل مع هسبريس في هذه النازلة بالتحديد هو سلخ إرادي لما قد يكون تبقى لها من مصداقية، ويقتضي بالتالي أن ينسحب قراؤها بمئات الآلاف لو كان رقم المتابعين فعلا “من دم ولحم وعقل”.
ــ هذا هو حال الإعلام التابع: انشر: …حاضر يا طويل العمر…..اشطب يا والا: حاضر يا بيه….