احتفى محرك البحث العملاق (غوغل) مع الشعب المغربي اليوم، 18 نونبر2023، بالذكرى الـ68 لعيد استقلال المملكة المغربية، من خلال تزيين صفحته الأولى بألوان العلم المغربي. وتحتل هذه الذكرى مكانا غاليا في وجدان المغاربة الذين دفعوا شعبا وقيادة ثمنا باهظا على طريق التحرر من الاحتلال الفرنسي.
البداية:
بدأت فرنسا في التوسع في شمال إفريقيا في القرن التاسع عشر، وكانت المغرب آخر دولة في المنطقة تتعرض للغزو. كان السبب الرئيسي للغزو هو السعي وراء النفوذ الاقتصادي والعسكري في المنطقة.
في عام 1844، شنت فرنسا الحرب على المغرب، مما أدى إلى هزيمة الجيش المغربي في معركة إسلي. أدى هذا إلى توقيع معاهدة طنجة في عام 1844، والتي منحت فرنسا حقوقًا تجارية في المغرب.
في عام 1905، زار القيصر الألماني فيلهلم الثاني طنجة، مما أثار مخاوف فرنسا من أن ألمانيا تسعى إلى التوسع في شمال إفريقيا. أدى هذا إلى أزمة طنجة، والتي أدت إلى عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء في عام 1906.
أدى مؤتمر الجزيرة الخضراء إلى تقسيم المغرب إلى مناطق نفوذ بين فرنسا وإسبانيا. منح المؤتمر فرنسا السيطرة الفعلية على المغرب، مما مهد الطريق للغزو الفرنسي الكامل.
في عام 1912، وقع السلطان المغربي عبد الحفيظ على معاهدة الحماية الفرنسية، والتي أعطت فرنسا السيطرة على السياسة والشؤون الخارجية للمغرب.
حرب التحرير
لم يقبل المغاربة الاحتلال الفرنسي، وبدأوا في المقاومة ضده. قاد هذه المقاومة العديد من القادة، أبرزهم:
محمد بن عبد الكريم الخطابي: كان الخطابي قائدًا قبائليًا من منطقة الريف، وقد قاد ثورة ضد الفرنسيين في عام 1921. تمكنت ثورة الخطابي من هزيمة الجيش الفرنسي في عدة معارك، ولكن تم قمعها في النهاية في عام 1926.
محمد الزرقطوني : يعد أحد أشهر مناضلي المقاومة المغربية، بل ويعتبر رمزًا للمقاومة المغربية. ولد في مدينة فاس عام 1927، ونشأ في أسرة فقيرة.
بدأ الزرقطوني نشاطه السياسي في سن مبكرة، وانضم إلى حزب الاستقلال المغربي. في عام 1952، ألقي القبض عليه من قبل السلطات الفرنسية، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات.
بعد الإفراج عنه من السجن، شارك الزرقطوني في تأسيس حركة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي. قاد العديد من العمليات العسكرية ضد القوات الفرنسية، وساهم في تحرير العديد من المناطق المغربية.
في عام 1954، استشهد الزرقطوني في إحدى العمليات العسكرية ضد القوات الفرنسية. وقد تم اعتباره شهيدًا من قبل الشعب المغربي، وكرمته الدولة المغربية بعد الاستقلال.
لقد ضحى المغاربة كثيرًا لطرد فرنسا من المغرب. فقدوا حياتهم، وممتلكاتهم، وحرياتهم. لقد قاتلوا ببسالة وشجاعة، ورفضوا الاستسلام
وقاد السلطان محمد الخامس بدوره المقاومة السياسية ضد الاحتلال الفرنسي، ورفض الانصياع للمطالب الفرنسية. أدى هذا إلى نفيه من قبل الفرنسيين في عام 1953، مما أثار احتجاجات شعبية واسعة النطاق في المغرب. أُجبر الفرنسيون على إعادة السلطان محمد الخامس في الى ارض الوطن، مما مهد الطريق لاستقلال البلاد.
المفاوضات:
كانت مفاوضات إيكس ليبان، التي عقدت في عام 1955، نقطة تحول في مسار استقلال المغرب. في هذه المفاوضات، وافقت فرنسا على منح المغرب استقلاله، بشرط أن تظل فرنسا مسؤولة عن الدفاع عن المغرب.
وافق محمد الخامس على هذه الشروط، وتم التوقيع على معاهدة إيكس ليبان في 2 نوفمبر 1955. ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 18 نوفمبر 1956، وبذلك أصبح المغرب دولة مستقلة.
كان استقلال المغرب انتصارًا كبيرًا للشعب المغربي، الذي ضحى كثيرًا من أجله. كان استقلال المغرب أيضًا حدثًا مهمًا في تاريخ شمال إفريقيا، حيث مهد الطريق لاستقلال العديد من الدول الأخرى في المنطقة.
دور السلطان:
رفض الانصياع للمطالب الفرنسية: في عام 1930، أصدر الفرنسيون ظهيرًا بربريًا، ينص على فصل القانون المغربي عن القانون الفرنسي. رفض محمد الخامس هذا الظهير، واعتبر أنه يمس بالسيادة المغربية.
قيادة المقاومة السياسية: نظم محمد الخامس حركة مقاومة سياسية ضد الاحتلال الفرنسي. دعا إلى المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الفرنسية، وحث المغاربة على الاحتجاج سلميًا ضد الاحتلال.
التعاطف مع الشعب المغربي: حرص محمد الخامس على التواصل مع الشعب المغربي، والتعبير عن تضامنه معهم. وقد زار العديد من المناطق المغربية، وتحدث إلى المواطنين، وسمع شكواهم.
كان محمد الخامس قائدًا ملهمًا للشعب المغربي، ورمزًا للوحدة الوطنية. ساهمت قيادته القوية والتزامه بالاستقلال في تحقيق التحرير الوطني وقد سماه المغاربة بعفوية “بطل التحرير” و أب الامة.
