الحساب المفتوح: مليون إسرائيلي تحت نيران المقاومة

قبل أن يدخل الصراع بين الاحتلال والمقاومة اللبنانية مرحلة “الحساب المفتوح”، كان كل ما أعلنه نتنياهو وحكومته المتطرفة هو إعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة، ولأجل ذلك كثف الاحتلال الضربات على قادة المقاومة ومدنيي لبنان. لكن هل تحققت الأهداف؟

وفي أحدث أخبار الجولة الجديدة من الحرب بين الطرفين، قالت قناة عبرية، الأحد، إن أكثر من مليون إسرائيلي دخلوا نطاق نيران “حزب الله”، على وقع رشقات صاروخية وصلت إلى مدينة حيفا بشمال إسرائيل.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات، قصف مناطق واسعة في شمالي إسرائيل بعشرات الصواريخ من نوع الكاتيوشا و”فادي 1″ و”فادي 2″ التي يستخدمها لأول مرة، خلفت وفق صحيفة “هآرتس” إصابة 5 إسرائيليين.

واستهدف الحزب في قصفه مدينة حيفا لأول مرة منذ بداية المواجهات في أكتوبر 2023.

وأشارت القناة (12) الخاصة إلى أنه “حتى الآن تم تحديد ما لا يقل عن ثلاثة مواقع لسقوط صواريخ جراء الرشقات الصاروخية التي أطلقها حزب الله، فجر وصباح الأحد على شمال إسرائيل”.

وأضافت: “في كريات بياليك (التابعة لحيفا)، تضرر مبنى من طابقين، نتيجة لارتطام صاروخ به، وأصيب شخص بجروح متوسطة، و3 آخرون بجروح طفيفة”.

وتابعت القناة: “في مستوطنة موريشت (بالجليل الأدنى)، أصاب صاروخ منزلا بشكل مباشر، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمبنى، ولم تقع إصابات”.

وأشارت القناة إلى أن القصف الصاروخي لـ “حزب الله” فجر الأحد، أسفر أيضا عن تضرر مزرعة ألبان في موشاف “بيت شعاريم” بالجليل الأدنى “بإصابة مباشرة”، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمكان، واندلاع حرائق في عدة مواقع.

وبحسب القناة: “دخل أكثر من مليون إسرائيلي نطاق نيران حزب الله”، خلال الرشقات الأخيرة.

وتبعد مدينة حيفا نحو 46 كيلومترا من حدود لبنان الجنوبية.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر الأول 2023، والتصعيد بعدها بيوم مع “حزب الله”، غادر نحو 60 ألف إسرائيلي منازلهم في المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان والقريبة منها إلى فنادق في مناطق بوسط وجنوب إسرائيل.

ونقلت القناة عن أحد سكان كريات بياليك قوله: “بمجرد وصولنا إلى باب الملجأ، بدأت الانفجارات وتحطم الباب عليّ وعلى ابنتي. وسقط صاروخ في المنزل المجاور لنا. وعندما خرجنا إلى الشارع، رأينا ألسنة اللهب تتصاعد، وسيارات محترقة”.

وقال موشيه ليفي، قائد محطة الإطفاء والإنقاذ في المنطقة: “كان المشهد معقدا، كانت هناك أيضا حرائق ودمار وأشخاص محاصرون في المكان”.

وأضاف للقناة: ” أنا لست خبيرا في الصواريخ، لكن تقييمي هو أن هذا صاروخ من حجم أكبر مما اعتدنا عليه”.

وعقب هجمات “حزب الله”، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارات جوية عنيفة ومكثفة على مناطق واسعة في جنوبي لبنان والبقاع.

ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

تعليق:
ــ هجمة البيجرات بقدر ما خلفت من الضحايا الأبرياء كان لها مفعول تنبيه ويقظة داخل الحزب، وما هو ثابت أن المقاومة تخلصت من أجهزة الاتصال الملغمة ووجدت بديلا بسرعة.
ــ قبل الحساب المفتوح نتنياهو أعلن سابقا أنه سيعيد المستوطنين للشمال، وماهي النتيجة بعد قصف مكثف للضاحية؟ النتيجة أن أضعاف من كانوا بها من المحتلين سيرحلون من حيفا وغيرها إلى تل أبيب.
ــ تصفية قادة الصف الأول في أي حركة مسلحة يعني غالبا الشلل التام أو النسبي، ولكن ما حصل مع حزب الله أن تغييب القادة القدامى فتح المجال لجنرالات شباب كان أول ما صنعوه هو قصف ثاني أهم قاعدة جوية للاحتلال بحيفا، والتي منها خرج وزير “دفاع” الكيان سابقا يهدد لبنان بمرحلة جديدة.
ــ نتنياهو باختصار من خيبة إلى خيبة ومع توالي خيباته يدني الكيان برمته من الهاوية..ومرحلة “الحساب المفتوح” مجرد بداية على ما يبدو.

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد