الشوارع/المحرر
لعل أكبر متضرر من عملية التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي هو حزب العدالة والتنمية المغربي الذي وجد نفسه يعري ذاته من كل ما تستر به قرابة ثلاثة عقود تحت شعارات يمتزج فيها الديني بالقومي بالوطني.
اليوم، وقد انتهت اللعبة لن يفيد في ابتلاع هذا التناقض الأكبر في تاريخ التنظيم لا خرجات بنكيران ولا “دخلات” العثماني سوق رأسه. الذي سيفيد فعلا هو هزة حقيقية تجلي الغبار وتجعل هذا الحزب “يطبع” مع نفسه أولا ومع السياسة والمغاربة ثانيا وأخيرا.
ومن علامات التخبط ما يرشح يوميا عن قيادات الصف الثاني وهي تحاول أن تداري الوضع وتنظر للآتي عساها تمنع الأتباع من التفرق في أرض الله الحزبية الشاسعة.
مثال ما نريد قوله هو ما نشره عبد اللطيف سودو، نائب عُمدة سلا، والذي كشف نوع السكيزوفرينيا التي يعيشها الحزب ويبشر بها مريديه، حيث نشر في تدوينة أن موقف حزبه هو أنه ضد التطبيع، لكن “سودو” لا مانع لديه في أن “العثماني الشخص” الذي وقع مع “إسرائيل” يظل أيضا ” ضد التطبيع”. .
وجاءت شهادة الانفصام في الشخصية السياسية والحزبية والآيديولوجية عبر تدوينة “سودو” على شكل درس نموذجي في علم النفس حول تمظهرات الانفصام في الذات والصفات. تأملوا كلماته:
أنا ضد التطبيع”
و حزب العدالة و التنمية ضد التطبيع
و سعد الدين العثماني الشخص ضد التطبيع
و سعد الدين العثماني الأمين العام ضد التطبيع
لكن كرئيس حكومة فهو مضطر لنهج سياسة الدولة”
ــ أيها السادة: لا سبيل بقي أمامكم بعد ما وقع ليس سلك طريق الفتاوى ولا التستر بالدين ولا الأحاديث ولا “جاء في الأثر”، بل إن ما سينفعكم هو وضع مؤخراتكم السياسية على الأرض وفكروا مع كأس شاي وسيجارة في كيفية علاج أنفسكم من كل هذا الانشطار الرهيب في تلاحم المبدأ مع الممارسة، ولا بأس من الاستماع لأغنية تعرفون صاحبها جيدا تقول: دلي الشيكارة جنب الشيكارة واقعد يا حسني ولع لك سيجارة..فكر شوية في الحالة ديه وإيه القضية وإيه العبارة.