محمد الضو السراج: بعد “نبل السياسة” مستعد لكتابة سيرة بنكيران إن فتح كل ملفاته

 رغم قتامة المشهد السياسي والغيوم التي تكتنف سماء الثقافة عموما ببلادنا، سيشهد الدخول السياسي والثقافي الحالي بارقة سياسية وأدبية قد تكون فأل خير على السياسة في بعد “نبل السياسة” وبارقة أمل على الإنتاج الأدبي بإعادة الاعتبار للكتاب الرصين المتعوب عليه.

الإعلامي والكاتب المغربي محمد الضو السراج ،الذي لا يعترف بأي تقاعد في الصحافة والإبداع، أمضى سنوات في تأليف “نبل السياسة” عن سيرة السياسي المغربي إسماعيل العلوي. عن باكورة هذا العمل الذي تنتظره أكشاش المغرب قريبا دارت دردشة “الشوارع” مع المؤلف.

ـــ كم استغرق من وقت إنجاز هذا الكتاب؟

استغرق إعداد كتاب مذكرات إسماعيل العلوي مايقارب ثلاث سنوات، بدأتُ الاشتغال في إعداده في بداية 2022، وفي بداية شتنبر 2024 سلمت النسخة النهائية لدار النشر أبي رقراق بالرباط.

ــ ماهي الصعوبات التي واجهتها ككاتب لهذا العمل؟

ليست هناك صعوبات بقدر ماهي ضغوط عمل تتجلى في البحث عن الوثيقة وترجمة فيديوهات ونقلها إلى العربية والتدقيق في التواريخ وإعادة كتابة النصوص وتنسيق الفقرات و محاولة ملء الفراغات بمزيد من البحث في الحياة الخاصة أو في المسار السياسي.. إلخ…

ـــ هل هي سيرة ذاتية بالمعنى الأكاديمي أم تتجاوزها لتغطية جوانب أخرى؟

الكتاب ليس سيرة ذاتية بالمعنى المتعارف عليه، بل يمزج بين السيرة الخاصة والتطور الفكري والسياسي لإسماعيل العلوي، مع العلم أنه التحق مبكرا بالعمل النقابي بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب ثم عضوا سريا في خلايا الحزب الشيوعي المغربي.

حياته منذ البداية كانت مرتبطة بالنضال النقابي والسياسي والجمعوي في قلب المجتمع وفي هوامشه، رغم موقع أسرته وعائلته الطبقي والقريب من مصادر القرار المركزي على المستوي السياسي. ويتضمن الكتاب تاريخ الحزب الشيوعي مند نشاته وبعد انخراط إسماعيل كعضو في قيادته والتطورات التي شهدها الحزب مع ظهور تيارات يسارية في صفوفه في بداية السبعينيات، والصراعات التي ذهب ضحيتها الشيوعيون المغاربة بعد الاستقلال، ومحاولات المهدي بنبركة الهيمنة على الحزب والعمل على ضمه للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، مع تفاصيل غير معروفة عن الحزب وقادته في سنوات الخمسينيات والستينيات  من القرن الماضي وعلاقة اليهود المغاربة بالحزب الشيوعي.

غلاف الكتاب المرتقب

كما يتضمن الكتاب أيضاً ملاحق عن أهم قادة الحزب الذين احتك بهم وعاصرهم واشتغل معهم إسماعيل العلوي منذ بداية الستينيات. الكتاب يتكون من 12 فصلا وملاحق أولها ملخص لكتاب سبق أن نشره إسماعيل العلوي على نطاق محدود بعنوان: “النضال الديمقراطي في المغرب، رهانات الماضي واسئلة الحاضر”، وهو كتاب عن تاريخ اليسار في المغرب وآفاق مستقبله، وملحقين آخرين عن الحوار الوطني حول المجتمع المدني الذي ترأس إسماعيل العلوي فعالياته في 2014 والثاني يتضمن وثائق تأسيس الكتلة الديمقراطية.

ــ هل سيكتشف القراء من خلال هذا الكتاب معطيات وأسرارا غير مسبوقة؟

هي ليست أسرارا بمعنى الكلمة، ولكنها مواقف ومعلومات غير معروفة لدى الجمهور الواسع وتتعلق خصوصا بعلاقة اسماعيل العلوي “الشيوعي” بأسرته الصغيرة  وعائلاته الكبيرة، وخاصة مع خاله الدكتور عبد الكريم الخطيب الذي كان معروفا بميله للتيارات الإسلامية الإخوانية، و أيضا من أفراد عائلته الآخرين من ذوي الانتماءات الحزبية والسياسية المختلفة وغير السياسيين  من العسكريين كالجنرال حسني بنسليمان.

وهناك كذكل معلومات غير متداولة بخصوص تأسيس الكتلة ومشاركته في مداولاتها  ولقاءاتها مع الملك الحسن الثاني وظروف تكوين حكومة التناوب والصراعات الحزبية داخل الحكومة وأسباب تعيين إدريس جطو  بديلا لليوسفي اثر الانتخابات التشريعية ل 2002، وكذلك الأسباب التي أدت إلى انهيار الكتلة ومحاولاته العديدة من أجل إحيائها.

كما يتحدث صاحب السيرة بتفصيل عن تجربته في وزارة التربية الوطنية و وزارة الفلاحة وتحليله لواقع التعليم والفلاحة وتقييمه العلمي لما نعيشه اليوم من ندرة المياه وانتقاده الشديد لسياسة المغرب الأخضر والنتائج الكارثية لهذا المخطط الذي مايزال مستمرا باسم الجيل الأخضر.

و بخصوص حياته الشخصية، يورد الكتاب عددا من المعلومات عن وسطه العائلي وعلاقته بأبنائه وتأثير وضعية ابنه الثاني الذي كان يعاني من إعاقة حركية قاسية، وعمله على مساعدته كي يتعلم ويتكون ويبني حياته الخاصة قبل وفاته نتيجة مضاعفات أعاقته.

ــ بعد الراحل بوستة جاء الدور على إسماعيل العلوي، أي انتقلت في كتابة السير الذاتية من اليمين إلى اليسار،  فمتى يحين الدور على “الإسلاميين” كتابة سيرة بنكيران مثلا؟

عندما أعددت كتاب “الوطن اولاً” وهو سيرة ذاتية للراحل امحمد بوستة لم يكن واردا أنني سأقوم بذلك، إلا أن إلحاحي على تسجيل حلقات برنامج الشاهد مع الراحل امحمد بوستة لصالح القناة الأولي هو الذي وضعني أمام هذا التحدي، كان بوستة يتمنّع ويٌسوّف رغم أنني أعرفه شخصيا من خلال عملي بقسم الأخبار بالتلفزة المغربية كما كنت أعرفه بمراكش فقد كان “ولد الحومة” يقطن مع عائلته قريبا من درب الزاوية حيث كنت أقيم.

في النهايو استجاب بعد تدخل صديقه السي العربي المساري لكنه اشترط قبل بداية التسجيل أن أقوم بتحويل التسجيل فيما بعد  إلى كتاب تحت إشراف العربي المساري، استجبت مرغما بدون أن تكون لدي أي فكرة عن إعداد الكتاب المقترح.

قبل وفاته رحمه الله في فبراير 2017 كنت قد سلمته المسودة الأولى من الكتاب وكانت المنية قد اختطفت قبل ذلك في 2015 سي المساري بعد مرض طويل . لكن ظروفا أخرى خارجة عن الإرادة اضافةً إلى تفشي كورونا أخرت صدور الكتاب إلى فبراير 2021.

في مستهل 2022 وفي إحدى زيارتي للأستاذ إسماعيل العلوي التمس مني أن أعمل على إعداد تصور لكتاب حول مذكراته وبدأنا العمل الذي استمر تقريبا ثلاث سنوات، وهو الذي سيخرج للعموم في الأسابيع القادمة.

الصدفة وقربي النسبي من الشخصيتين معا هي التي جعلتني أعد الوثيقتين حول مسارهما، وإن كان الكتاب مع مولاي إسماعيل العلوي أكثر وأعمق ثراء من خلال تجربته.

سي بنكيران أعرفه منذ التسعينيات معرفة ليست عن قرب فقد التقيته مرتين رفقة الزميل الراحل المختار الزياني الصحافي آنئذ في مكتب جريدة الاتحاد الاشتراكي بالرباط، وقد أكون مستعدا للعمل معه إن رغب في ذلك، و الأكيد أن مساره الشخصي والسياسي والجمعوي غني جدا، ومن واجبه ان يفتح ملفاته كلها أمام المغاربة وللأجيال القادمة، مع الإشارة إلى أنني جهزت منذ سنوات  كتبا أخرى عن شمعون ليفي المحجوبي أحرضان وعبد الكريم الخطيب..

****                       *****                                       ****                            ****

ورقة تقنية عن الكتاب لمؤلفه محمد الضو السراج:

عنوان الكتاب : إسماعيل العلوي – نُبل السياسة – مسيرة حياة

عدد الصفحات : حوال 585 بالقطع المتوسط

عدد الفصول : 12 فصلا كل فصل يتوفر على ملحق للصور مع تعريفها

دار النشر : دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط وسلا

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد