الشوارع
يطرح الأمير مولاي هشام العلوي في خرجاته إشكالات منهجية في من يتعاطى التحليل السياسي أو النقد الصحافي، على الخصوص. فالرجل يجمع في ذاته ــ لحد الساعة ــ عناصر متعددة: فهو الأمير ذو الوضع الاعتباري، وهو المثقف المشهور،وهو المقيم في الولايات المتحدة، وهو المواطن المغربي الذي يريد نزع صفة الأمير، وهو ابن البلاط الذي يشتم المخزن..وهو حفيد الملك، وعمه ملك وابن عمه ملك، وابن ابن عمه ولي للعهد..فمن أين المبتدأ يا ترى، كي نعرف أصل الخبر.
ومع هذا نقول ما علينا، ونغطس إلى قاع آخر خرجات الأمير الأحمر الذي اشتعل رأسه شيبا…الله يبارك في عمر ولد الأسياد..
آخر صيحات الأمير هشام العلوي أن تحول إلى طبيب متخصص في علم الجينات وقال إن الطبيعة التقليدية للنظام الملكي في المغرب موسومة بالعنف.. في حمضها النووي.
وجاءت وجهة نظر مولاي هشام في حوار له مع معهد مركز ويثرهيد للدراسات الدولية التابع لجامعة هارفارد الأمريكية، الأسبوع الجاري وأجرته معه ميشيل نيكولاسين تحت هذا العنوان: “رؤية منشق حول الربيع العربي”.
وقال ابن عبد الله العلوي إن النظام المغربي قبل 2011، كان ينظر إلى المعارضين خصوم سياسيين، لكنه يعتبرهم الآن أعداء ينبغي التخلص منهم
وقال الأمير إن صحافيي بلاده يتعرضون حاليا لخطر السجن ولكل أنواع الحد من حرية التعبير.
وعن وضعه الشخصي، أبرز هشام العلوي أن حياته في المغرب أصبحت جحيما، لذلك اختار الإقامة بالولايات المتحدة، حيث يستطيع العيش آمنا على ذاته جسديا ونفسيا.
تعليق:
ــ تنضاف هذه الخرجة إلى سابقاتها المعهودة في الأمير مولاي هشامن فالرجل مستمر على خط تفكيره..فليس هناك جديد.
ــ رغم ما صدر عن الأمير سابقا وحاليا فلم يصدر عن القصر الملكي أي شيء قد يفهم منه أي موقف رسمي محدد للنظام الملكي أو للملك من ابن عمه.
ـ نعم، في مواقف الأمير الكثير من دسم السياسة، لكن واقعيا يبقى الشأن داخليا، لأن الأسرة الملكية مهما علا شأنها تبقى أسرة مغربية لها أفرادها وأفراحها وأحزانها ومشاكلها ومسراتها ومنغصاتها.
ــ فعلى الذين يريدون أو يحبون الركوب على خرجات الأمير لأغراض شتى أن يمتلكوا الجسارة الكافية ليدبجوا مقالاتهم بالمبدأ التالي: “نعطي أنفسنا الحق في التدخل في شؤون الأسرة الملكية دون استثناء”..أو فليصمتوا فهو خير لهم.
الدخول بين الملك وابن عمه لا يختلف في شيء من حيث القيمة والهوية عمن أو “ما” يدخل بين اللحم والظفر.
www.achawari.com