اعتبر البروفيسور مولاي عبد المالك المنصوري، الأستاذ بكلية الطب في مدينة العيون، انتشار “بوحمرون” أمرا خطيرا واصفا الأرقام المعلنة رسميا بخصوصه بالمرعبة ودعا إلى محاسبة المسؤول الحقيقي عن هذه الوضعية.
ولاحظ المنصوري في تصريحات لـ”أنفاس بريس”، أن النقاش الدائر حاليا حول بوحمرون، انحرف عن الطريق الصحيح، داعيا إلى طرح السؤال الذي لا مهرب منه: من يتحمل المسؤولية عن تفشي هذا المرض الذي يوشك أن يصنف ضمن دائرة الوباء؟
وفي هذا الصدد، طالب المنصوري بوضوح رئيس الحكومة بإنجاز تحقيق شفاف ونزيه مع وزير الصحة السابق، خالد آيت الطالب، بما أن أن “هذا المرض عرف بداية الانتشار في عهده، حتى بلغ 125 ألف إصابة و120 حالة وفاة، سنة 2023″.
ويرى المتحدث نفسه أن التحقيق مهم لمعرف ” الأسباب الحقيقية وراء ذلك، هل يتعلق الأمر بعدم التلقيح، أو عدم التذكير به، أو لسوء استعمال التلقيح، وهو ما ينبغي التحقيق فيه”..
وباستغراب الأطباء، تساءل المنصوري كيف أنه في سنة 2025، يلقى العشرات من الأطفال حتفهم بعد إصابتهم بهذا المرض، في الوقت الذي لم يعد فيه ” بوحمرون” مدرجا ضمن التكوين في كليات الطب، بحكم انه أصبح جزء من التاريخ الطبي القديم.؟
وحول العلاقة المفترضة بين انتشار بوحمرون وكوفيد 19، اعتبر المنصوري هذا الربط محض شائعات تجد لنفسها أرضية خصبة في الانتشار، ذلك أنه برأيه لا علاقة بينهما، سوى الخطورة في سرعة الانتشار، وأن التلقيح هو السبيل الوحيد للحد منهم.
وفي سياق التلقيح طرح المنصوري سؤالين مركبين لهما صلة بمخزون من لقاحات بوحمرون: هل تم استنفاذها ام ما زالت في مخازنها؟ ولماذا لا يتم استعمال آليات الصحة الرقمية في التواصل مع الأسر سواء في المدن أو المداشر، بالاستعانة بالرسائل الهاتفية القصيرة، وبتنسيق مع اعوان السلطات المحلية؟
إلى ذلك، طالب المنصوري بصفته ذا خبرة وتجربة سابقة حين كان المسؤول الإداري الأول عن الوضع الصحي بإقليم الحوز، (طالب) بنزول فرق طبية مختصة إلى الميدان لإجراء التلقيحات الضرورية للأحياء، عبر جولات ميدانية لحث الأمهات على تلقيح أبنائهم، وإمدادهن بالأدوية الضرورية، مثلما صنع هو شخصيا في ظروف الزلزال المدمر قبل عام ونيف.
وتأسف المنصوري على ما صول إليه الأمر، معتبرا “من العيب والعار” أن تصل الأرقام إلى هذا المستوى القابل للارتفاع، بينما دول في نفس الوضع الصحي والطبي لبلادنا، قطعت نهائيا أو بشكل أقل مع بوحمرون.
تعليق:
يقول المثل المغربي: “لي خلاه الجدري كملو بوحمرون”، ونتمنى ألا ترى بلادنا بعد اليوم لا جدري طبيعي ولا بوحمرون سياسي تدبيري….نحن مقبلون على كأس العالم يا ناس…وحتى من دون كؤوس الدنيا كلها فأكبر كاس يجب أن نقسدها هي صحة المغاربة من أجل شعب طبيعي ومنتج.