الشوارع
بات أمرا مصيريا أن يجلس المغاربة بعد هذه الجائحة أرضا ليفكروا جيدا في كيفية علاج راديكالي لكل الجوائح التي ضربت بلادنا وثقافتنا في العمق منذ سنوات وزادت استفحالا.
وحين نتحدث عن “الجلوس أرضا” فهو تعبير مجازي أو ترجمة أخرى لـحكمة “لي تلف يشد لرض” بما فيها من رمزية الثبات والجدية.
من جوائح بلادنا، والتي تعنينا وتعني الرأي العام، حالة الغثيان التي بات يعيشها الحقل الإعلامي، الذي هو مؤطر الرأي العام والمرآة التي تعكس وجه المغرب في الخارج بقسمات جماله وكميات القبح التي صارت تعتليه أيضا.
لسنا وحدنا من نبهنا تكرارا ومرارا إلى المنحدر اللاأخلاقي والفوضوي الذي تنزلق إليه المهنة ومعها الأمل في مغرب آخر وتربية للناشئة على الذوق السليم. وحينما صرخنا أن مجلس الصحافة أسس على باطل وأن طريقة تشكيله أصلا مغشوشة وأن مؤسسة بهذا الشكل لن تزيد سوى في تسميم القطاع والتعجيل بقتله عن سبق إصرار وترصد ظن البعض أننا نهذي أو نصفي حسابات.
وفضلا عن الغياب المخزي للمجلس والنقابة عن أهم المحطات والقضايا المصيرية للمهنة والمهنيين قبل وأثناء الجائحة، فأهل “الحال والمال” في شؤون تغنيهم عن تتبع وتحمل المسؤولية في الانزلاقات الخطيرة لمحسوبين على الجسم الإعلامي العليل، هم ــ مجلسا ونقابة ــ من صرفوا الأموال الطائلة على الترويج لصحافة الورق الراحلة وعلى “أخلاقيات المهنة” لا يبالون بالسفالة التي تنشر “في إطار المواءمة” مع البشاعة المعلنة صحافة.
آخر ما أتحفتنا به “كود” وهي الموقع/ الجناح الدعوي لتيار “الحريات الجسمية” ــ وعلى عينك يا مجلس الكائن الحزبي امجاهد ونقابة توأمه المخلوق الحزبي البقالي ــ ما نشره في حق زميل يا حسرة، هو الصحافي بلهيسي العامل بقناة ميدي آن تيفي.
نخجل من “اقتطاف” بعض ما جاء به وإعادة عرضه على قرائنا كي لا نعيد إنتاج القذارة، ولكن السكوت عما وصلنا إليه من تدن يعتبر جريمة بحق مستقبل إعلام مغربي إما أن يقف على رجليه لكي تنهض البلاد حقا أو يستمر في التدني ويجر معه كل أمل إلى قعر الهاوية السحيق.
للمرة الألف: إذا كانت الدولة تمنح مجلس الصحافة الملايير ليرعى لنا هذا”النبات الإعلامي الحسن” ويمنحه البطاقات المهنية، فرحمة الله على الصحافة ولترقد روح المستقبل في أمان.